فرياد رواندزي

عبَّر وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي فرياد رواندزي، الثلاثاء، عن أمله بأن تشهد العلاقات بين العراق وهولندا المزيد من التطور في المجالات كافة خصوصًا على المستوى الثقافي والتراثي والسياحي وأن تكون هنالك مجالات جديدة للتعاون متمنيًا للسفير النجاح في مهمته وتوطيد وتطوير العلاقات نحو الأفضل.

جاء ذلك خلال استقباله للسفير الهولندي ماتس ولترس في مكتبه الرسمي في بغداد. وجرى خلال اللقاء التطرق إلى عدد من القضايا الثقافية منها مشاركة العراق في إقامة معرض للآثار العراقية في هولندا حيث أكد رواندزي حرص العراق على المشاركة في المعارض الخارجية للتعريف بالتراث العراقي فمثلما الثقافة والسياحة مهمة في مد جسور العلاقات بين الشعوب فإن الآثار والتراث تساعد على ذلك أيضًا.

وأشار الوزير رواندزي، إلى المشاركات العراقية والتي امتدت منذ ثلاثينيات القرن الماضي إلى الثمانينيات منه حيث توقفت بسبب الحروب، منوهًا إلى عودة العراق للمشاركة في معارض الآثار حيث مشاركته الأخيرة في بينالي فينسيا بأربعين قطعة أثرية والتي مازالت مستمرة. وقال الوزير: ندرك أهمية مشاركة العراق في مثل هذه المعارض ولكن هذه المشاركات تتطلب عدة إجراءت لا بد من الإسراع بها مشددًا على ضرورة تحديد نوع القطع التي من الممكن المشاركة بها وهذا يتم من خلال التشاور بين المتحف العراقي والهولندي فبدون تحديد القطع واستحصال الموافقات من الجهات لايمكن السماح بالمشاركة وهذا يستغرق بعض الوقت مما يحتم عقد اللقاءات والتشاور على وجه السرعة.

وتطرق رواندزي خلال حديثه مع السفير الهولندي إلى مسألة بيع الآثار العراقية والإتجار بها من قبل الصالونات المختصة ببيع الآثار، مشيرًا إلى مراحل التعاون بين الطرفين وإلى استعادة عدد من القطع وعلى مراحل منها 70 سبعون قطعة عام 2010 و 10 قطع عام 2012 وهي تعود الى قلعة أربيل و61 قطعة أخرى أيضا.

وتحدث الوزير العراقي، عن مبادرة الاستجابة السريعة التي أطلقتها الوزارة مطلع هذا الشهر وبالتعاون مع اليونسكو لإعادة تاهيل الاثار العراقية في المناطق المحررة مطالبا الجانب الهولندي ان يكون له دور في هذه المبادرة مشيرا الى عقد مؤتمر بهذا الخصوص في شهر تشرين الثاني من هذا العام متمنيا مشاركة الهولنديين في ذلك.

وأكد وزير الثقافة أن العراق لوحده لايستطيع التعامل مع ملف الآثار الشائك والمعقد لأن حجم الكارثة والسرقة والتدمير كبير جدًا وخارج قابليات العراق ماديًا وفنيًا ولذلك نهيب بالمجتمع الدولي وبمناسبة وجود السفير الهولندي أن يكون لهولندا دور في هذه المبادرة. وأشار رواندزي أيضًا في حديثه إلى عدد من القطع الأثرية التي لم يحسم موضوعها إلى الآن وهي موجودة في صالونات بيع الآثار في هولندا منوها إلى أن المسؤولية الدولية تستوجب إعلام الجانب العراقي بذلك لكي يتمكن الجانب العراقي من اتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف مثل هذه المزادات مطالبًا الجانب الهولندي التعاون بهذا الموضوع.

وأكد السفير الهولندي على ضرورة مد جسور التعاون بين العراق وهولندا وعلى مستوى الثقافة والآثار والسياحة لما لها من أهمية بتوطيد العلاقات بين الشعوب، مشيرًا إلى اهتمامه بمشاركة العراق والمتحف العراقي في معرض الآثار في هولندا، منوهًا أن العراق ومنذ العصور القديمة هو حلقة الوصل بين ثقافات وتراث العالم، مؤكدًا أن المعرض سيعمق العلاقات بين البلدين وهو مهم للترويج للأرث والثقافة العراقية، ونتوقع أن يحظى المعرض بتغطية إعلامية واسعة في حالة انعقاده وهي تغطية ليست للمتحف بل لكل الآثار والتراث العراقي كما نوه السفير إلى أن المتحف الهولندي له النية بإشراك متاحف عالمية أخرى والمساهمة بقطع أثرية عراقية من موجوداتها ومقتنياتها في المعرض ووجود القطع العراقية تغني المعرض كثيرًا، لافتًا إلى رغبة هولندا في التعاون بالجانب الاثاري وكذلك تدريب الكوادر العراقية واشار الى اهتمام هولندا بالمؤتمرات التي ستعقدها اليونسكو بخصوص الاثار العراقية.

وفي نهاية اللقاء الذي حضره وكيل الوزارة لشؤون الآثار قيس حسين رشيد ومدير عام دائرة العلاقات فلاح حسن شاكر ومدير إعلام الوزارة عمران العبيدي ومسؤولة المراسيم إسراء فؤاد، شكر السفير وزير الثقافة على هذا اللقاء المثمر متمنيًا للعلاقات الثنائية المزيد من التطور.