الجزائر - الجزائر اليوم
تفتح زاوية سيدي علي الحاج بمنطقة ”المقطع” في بلدية برج بونعامة (ولاية تيسمسيلت) قريبا، مكتبة بمقرها، تعنى بالتراث الإسلامي ـ الأمازيغي في الجزائر، وقد تم الإعلان عن فتح المكتبة على هامش حفل افتتاح أيام التاريخ الأمازيغي ـ الإسلامي الجزائري مؤخرا، بمقر الزاوية.
تعتبر المكتبة بمثابة فضاء يوفر للمهتمين والباحثين في التراث الإسلامي ـ الأمازيغي في بلادنا، مجموعة من الكتب والموسوعات.
كما يندرج فتح هذه المكتبة في إطار مساعي الزاوية المذكورة، الرامية إلى نفض الغبار عن التراث الإسلامي ـ الأمازيغي في بلادنا، مع تثمين وإبراز الثقافة الإسلامية الجزائرية.
تميز حفل افتتاح أيام التاريخ الأمازيغي ـ الإسلامي الجزائري، المنظمة بمبادرة من زاوية سيدي علي الحاج بمنطقة ”المقطع”، تقديم مدائح وابتهالات دينية من أداء طلبة الزاوية، وتقديم محاضرة حول الثراء التاريخي الأمازيغي ـ الإسلامي في بلادنا، من قبل شيخ نفس الزاوية.
تضمنت هذه التظاهرة التي اختتمت مؤخرا، معارض ومحاضرات، إلى جانب تنظيم مسابقتين حول أحسن قصيدة شعرية وأحسن رواية تتناول الموروث الأمازيغي الجزائري.
تلعب زاوية المقطع ببلدية برج بونعامة، في ولاية تيسمسيلت، أدوارا تربوية واجتماعية مميزة، أهمها تدعيم العشرات من التلاميذ المتسربين سنويا، وإصلاح ذات البين، والتكفل في بعض الأحيان بالمعوقين والعجزة، وتأهيل الطلبة للإمامة وتدريس القرآن وحفظه.
في سفح جبل الونشريس الشامخ، وعلى الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين تيسمسيلت والشلف، تقع زاوية سيدي علي الحاج العداوية الشاذلية، المعروفة بزاوية المقطع، أخذت اعتمادها الرسمي سنة 1982، ومنذ ذلك الوقت وهي قبلة للكثير من أهالي المنطقة وحتى من خارجها، يأتون لحفظ القرآن وتعلم الفقه وغيرها من الأمور المتعلقة بالعقيدة واللغة.
ساهمت الزاوية ولا زالت تساهم بشكل كبير، في ترسيخ التعليم لدى كافة الفئات، حيث يلجأ إليها العديد من الناس لبداية مسيرة جديدة في حياتهم مرتبطة بالدين والدنيا، كما تستقبل الكثيرين من الولايات المجاورة، كالمدية والشلف وعين الدفلى وغيرها، يتلقون دروسا في الفقه والنحو الواضح والتجويد والسيرة والتاريخ وفي العقيدة، من طرف أساتذة وأئمة ومعلمين في حفظ القرآن على مستويات متفاوتة، وبعد مدة يصبح الطلبة مرشحين لخوض مسابقة الأئمة ومعلمي القرآن.
تحقق الزاوية نجاحا ملفتا، رغم عزلة المنطقة وضعف الإمكانات المادية، وتلعب أدوارا أخرى، منها إصلاح ذات البين والحفاظ على تماسك وترابط وتقاليد المجتمع. وإقامة حفلات دينية كبيرة، وتنظيم ملتقيات ثقافية، كان منها الملتقى الوطني الذي نظمته للعلامة الشيخ أحمد بن يحيى الونشريسي، الذي أحيته ولاية تيسمسيلت لأول مرة في تاريخها مع نهاية التسعينيات.
تنتظر الزاوية من كل أهل الخير والمحسنين، مد يد العون لتحقيق المزيد من المشاريع، وتعمل جاهدة في سبيل إحياء التراث الأصيل والمحافظة على العادات والتقاليد، وتثمين الأنشطة الجمعوية التي تعنى بالتراث الشعبي، فضلا على أهميتها في التعريف بعادات وتراث ولاية تيسمسيلت، إلى جانب ربط العلاقات الأخوية بين الشباب من مختلف مناطق الوطن.
:قد يهمك ايضــــاً
البرلمان المصري يوافق مبدئيًا على إنشاء نقابة للمكتبيين
مسؤولة البرامج الثقافية في اليونسكو تشيد بأعمال "متحف الحضارة"