الجزائر - الجزائر اليوم
عُرضت مسرحية "خاطيني" للمخرج أحمد رزاق وإنتاج مسرح مستغانم الجهوي "جيلالي بن عبد الحليم"، مساء الأربعاء الأخير بالمسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي".
وتناولت بجرأة الراهن السياسي الجزائري؛ إذ يتجلى نقل المخرج أجزاء من الحراك الشعبي على الخشبة من خلال قصة خيالية مدهشة، مبنية على حوار ومواقف ساخرة.
صوّب المخرج أحمد رزاق سهامه الناقدة نحو الأنظمة الفاسدة التي يتحكم فيها الشيوخ الذين فوّتوا الفرص عن الشباب؛ الأمر الذي جعل هذه الفئة تختار الهجرة كحل لحياتهم. وجعل من قصة شاب يدعى "خاطيني"، مثلا لتسليط الضوء على هذه المعضلة؛ إذ تنطلق المسرحية بلوحة زوج طاعنين في السن، يرغب ابنهما "خاطيني" في الهجرة، وهو آخر الشباب في ذاك البلد الذي لم يبق فيه سوى الشيوخ، إلا أنّ أبويه يرفضان فكرة هجرته خوفا من المصير المجهول. تلاحقه سلطات بلده لتمنعه من السفر رغم حصوله على التأشيرة؛ تفاديا للإحراج الذي سيسبّبه أمام الدول الأخرى.
يبرز المخرج وصاحب النص في أكثر من 80 دقيقة، ازدراء المجتمع من حكم كبار السن وتعطشهم للسلطة. ونهل من شعارات وأغاني الحراك الشعبي في الجزائر؛ الأمر الذي جعل العمل في فترات عديدة، يستخدم الخطابات المباشرة، وأحيانا يقدّم دروسا في الوطنية.
وينجرف الشاب خاطيني بعاطفته في حبّ صديقته "إيمان"، ويختار التظاهر في وجه النظام السياسي القائم في بلده؛ بهدف تغيير الأوضاع نحو مستقبل أفضل. وتتمكن السلطات من إلقاء القبض عليه؛ ما يولّد حالة من الحسرة والأسى عند أمه وأبيه وصديقته. وتقرّر الأمّ الخروج إلى الشارع من أجل ابنها، لتنتهي المسرحية بصرخة "إيمان"، قائلة: "خلاص"، فيسقط أفراد النظام منقلبين على بعضهم.
شارك في أداء المسرحية كل من بوحجر بوتشيش وسميرة صحراوي وبن دبّابة فؤاد وحورية بهلول وربيع وجاوت وعيسى شوّاط وقريشي صبرينة وبشير بوجمعة وشهرزاد خليفة ونسرين بلحاج ودراوي فتحي وبصغير عبد الله وقطّاري محمّد وبن أحمد حمزة. وألّف الموسيقى صوفي عبد القادر. ونفّذ الديكور محمد قطّاوي رفقة براسيل محمّد تقنيّا للصوت، وبن أحمد حمزة ريجيسور، وعمامرة سمير تقني الإضاءة، وساعد في الإخراج بشير بوجمعة.
أكد المخرج المسرحيّ أحمد رزّاق، عقب العرض في تصريح للصحافة، أن مسرحيّة "خاطيني" هي قصّة آخر شابّ في مجتمع كلّه شيوخ يصارعون الموت، بينما هو يصارع الحياة. وكشف أنه حوّل القصة التي كتبها كسيناريو فيلم سينمائيّ قصير بعنوان "مدينة الشيوخ"، إلى مسرحيّة تحاكي ما تشهده الجزائر ودول أخرى من حراك شعبي مثل ما حدث أو يحدث في فرنسا وهونكونغ ومصر، معتبرا في السّياق، أن المسرحيّة بمثابة محاسبة للذّات، في صورة فرد وعائلة ومجتمع. وقال إنه اعتمد أسلوبا مباشرا في تمثيل الواقع المعيش على ركح المسرح، بلمسات فنّية خاصة، مشيرا إلى أنّ الصرخة في نهاية اللّوحة التاسعة، تعكس رد فعل المجتمع، وأنّ كل نظام يقمع شعبه لا يملك حلولا، وسيكون مآله السّقوط، مشيرا إلى أن المسرح الناجح في منظوره، هو الذي يعتمد على الجمهور بقاعات عروض ممتلئة، وليس مسرحا بدون جمهور، خاصّة في ظل الأوضاع الراهنة، عكس التّيار الذي يؤمن بعمل فلسفيّ فقط رغم إيمانه بتعدد أنماط المسرح.
وقد يهمك ايضا :
متاجر إلكترونية تطرح تشكيلة متميزة من المقاعد الخشبية والتحف
نقل "ملوك وآلهة مصر" إلى المتحف المصري الكبير وسط إجراءات أمنية مشددة