كابول - العرب اليوم
قررت منظمة اليونسكو إيفاد بعثة لموقع مئذنة جام والبقايا الأثرية فى أفغانستان، نظرًا لوضعها الحرج جراء الفيضانات التى ضربت المنطقة مؤخرًا ناهيك عن الوضع الأمنى غير المستتب هناك، وذلك بتمويل بقيمة 1.9 مليون دولار مقدم من التحالف الدولى لحماية التراث في مناطق النزاع.
وتُعد مئذنة جام محفوفة بالعديد من المخاطر، ولا يزال العمل على صونها يمثل أمرًا ذا أولوية بالنسبة للسلطات الأفغانية، وقررت اليونسكو بدورها، بالتعاون الوثيق مع أفغانستان، إيفاد أول بعثة خبراء للصون العاجل وتقييم الأضرار، بتمويل من صندوق اليونسكو لحماية التراث فى حالات الطوارئ، وذلك سعيًا إلى تدارك الأضرار الناتجة عن الفيضانات التى ضربت المنطقة فى الأسابيع الماضية، وستكون هذه التدابير والمعلومات التى سوف تُجمع أساسًا تقوم لتطوير خطة الحفظ التفصيلية لهذا المعلم الأثرى، وسوف تكون مرجعًا أيضًا لعمليات التدخل ذات الأولوية الرامية إلى ضمان استقرار حالة المئذنة.
وأكد مساعد المدير العام لليونسكو للثقافة إرنستو أوتون، أن "المخاطر التى نشبت مؤخرًا عن الأحوال الجوية، والوضع الأمنى فى المنطقة، جميعها عوامل تذكرنا بأهمية اتخاذ إجراءات عاجلة حيال ذلك، وذلك بالطبع استنادًا إلى أساس علمى متين، للحفاظ على هذا المعلم الأثرى الفريد من نوعه على مستوى العالم".
ورحَّب إرنستو أيضا بالشراكة التى تجمع اليونسكو بالتحالف الدولى لحماية التراث فى مناطق النزاع، إذ اعتبرها بمثابة "تحالف مثالى يجمع بين آلية مبتكرة لتعبئة الموارد من جهة، وخبرات اليونسكو وقدرتها على العمل فى هذا المجال من جهة أخرى".
ويُشار إلى أن المشروع يهدف إلى وضع خطة صون تفصيلية لموقع مئذنة جام، وكذلك اتخاذ تدابير عاجلة لدعم استقرار الموقع من جهة، وتعزيز نظم بناء القدرات الأفغانية من جهة أخرى.
وتهدف خطة الصون التفصيلية لموقع المئذنة إلى تحسين الإجراءات المتخذة لحماية الموقع وضمان استقرار المبنى والحرص على المراقبة الشاملة للموقع، ويهدف الموضوع أيضًا إلى تهيئة بيئة مستدامة لتدريب وتوظيف المهنيين المحليين، ومن هنا، سوف يعمل خبراء اليونسكو عن كثب مع فريق من المهنيين الأفغان من مختلف الوزارات والجامعات لتعزيز القدرات المحلية.
ويعود تاريخ هذه المئذنة التي يبلغ ارتفاعها 65 مترًا إلى القرن الثاني عشر، وتمثّل مع ما يحيط بها من بقايا أثرية أول موقع أفغاني يُدرج فى قائمة اليونسكو للتراث العالمي والتراث العالمى المعرض للخطر فى عام 2002.
وكانت لجنة التراث العالمي، أكدت من قبل الحاجة إلى تخطيط واتخاذ تدابير استجابية عاجلة لحماية الموقع، وقد ساعدت اليونسكو السلطات الأفغانية فى أكتوبر 2017 على استكمال أول عملية مسح تفصيلى ثلاثى الأبعاد للمئذنة والمناطق المحيطة بها.
وقدم هذا المسح مجموعة شاملة من البيانات العلمية التى تعد عنصرًا أساسيًا لصياغة خطة صون تفصيلية، وقامت السلطات الأفغانية فضلًا عن ذلك، وبدعم من اليونسكو، بوضع خطة عمل أولية لصون الموقع في عام 2017، وحدّدت فيها عددًا من تدابير التدخل ذات الأولوية.
قد يهمك أيضا: