صناعة فوانيس رمضان في مصر

 فانوس رمضان أحد المظاهر الشّعبيّة الأصلية في مصر، وهو أيضا واحد من الفنون الفلكلورية الّتي نالت اهتمام الفنّانين والدّارسين حتّى أن البعض قام بدراسة أكاديميّة لظهوره وتطوره وارتباطه بشهر ثمّ تحويله إلى قطعة جميلة من الدّيكور العربي في الكثير من البيوت المصريّة الحديثة، فهناك العديد من القصص عن أصل الفانوس. أحد هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيؤوا له الطريق.وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيرًا عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.

وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.

صناعة الفوانيس وانواعها

صناعة الفوانيس ليست صناعة موسمية، ولكنها مستمرة طوال العام حيث يتفنن صناعها في ابتكار أشكال ونماذج مختلفة، وتخزينها ليتم عرضها للبيع في رمضان الذي يعد موسم رواج هذه الصناعة، وتعد العاصمة المصرية "القاهرة" من أهم المدن الإسلامية التي تزدهر فيها هذه الصناعة، وهناك مناطق معينة مثل منطقة تحت الربع القريبة من حي الأزهر.. والغورية.. ومنطقة بركة الفيل بالسيدة زينب ودرب البرابره بالموسكي  ومنطقة باب الشعريه من أهم المناطق التي تخصصت في صناعة الفوانيس

وشهدت هذه الصناعة تطورًا كبيرًا في الآونة الأخيرة، فبعد أن كان الفانوس عبارة عن علبة من الصفيح توضع بداخلها شمعة، تم تركيب الزجاج مع الصفيح مع عمل بعض الفتحات التي تجعل الشمعة تستمر في الاشتعال ، ثم بدأت مرحلة أخرى تم فيها تشكيل الصفيح وتلوين الزجاج ووضع بعض النقوش والأشكال ، وكان ذلك يتم يدويًا وتستخدم فيه المخلفات الزجاجية والمعدنية، وكان الأمر يحتاج إلى مهارة خاصة ويستغرق وقتا طويلا، إذ تستحوذ عائلة "ابو العدب" على نصيب الأسد في  صناعة الفوانيس بمصر ، ويقول مجدي ابو العدب 65 عام ، الذى توارث صناعة الفوانيس عن أجداده "إحنا أصل الفوانيس من تاريخ دخول عز الدين الفاطمي لمصر"، مشيرا إلى ان "فكرة صناعة الفانوس ظهرت مع دخول عزالدين الفاطمي لمصر ، اول يوم رمضان ، وقتها مكنش فيه كهرباء  ، فخرجت الناس تقابله بعلب فيها شمعة، وبعد عام تم عمل فنوس يسمي فاروق ابو شمعة باب واحد ، ثم فانوس عبدالعزي يغلق من الاسفل ، واستمرت صناعة الفوانيس حتى تم عمل اكثر من 3 آلاف فانوس من اشهرها ( بولاد وشقة البطيخ والشوبس والشمعة وتاج الملك ) .

وتابع ابو العدب ان حركة الشراء ضعيفة نظرا لسوء الاحوال الاقتصادية للبلد ،الا انه خفض الاسعار حتى تعود المنتاجات إلى المخازن ثانية ، اما عن سوقه الدولي فاكد انه يصدر الفانوس المصري لاكثر من 15 دولية عربية واجنية بالاضافة إلى غزة وليبيا وان اكثر الدول اقبالًا على شؤراء الفانوس هي المملكة العربية السعودية ، إذ ان لديه اكثر من 15 عميلًا بها ، مشيرا إلى ان الصين لم تنجح في صناعة الفانوس المصري ، لكنها ضحكت على الاطفال بلعة ولا تسمي فانوس رمضان ، فافنوس له تاريخ واصالة ، والفانوس الحقيقي هو الفانوس المصري، اما عم "احمد السني" 60 عام ، الذى يعشق مهنة صناعة الفوانيس، ويعمل بها منذ أكثر من 40 عامًا، وينزوى فى الركن مستخدمًا النار فى تصليح الفوانيس ويقول "أنا لا أصنع غير الفانوس القديم فهو لا يعطل وسهل التصليح لكن كل الجديد ده منظر و بس" ويتابع، "حتى تحول شكل الفانوس إلى لعبة لتعجب الأطفال ويبعدوا الطفل عن فكرة الفانوس وشكله الأصلى".

الفانوس السلك

وأكد "محمد علي عثمان"  الذي يعمل بصناعة الفانونس السلك منذ اكثر من 10 سنوات ،ان لديه ورشة لتشكيل المعادن استغلها في صناعة الفانوس السلك بعد ان قررت الحكومة وقف استيراد الصيني ، مشيرا إلى ان هذا العام شهد اقبلا كبير على الفانوس المصري بعد قرار وقف الاستيراد ، مضيفا إلى ان الفانوس السلك عبارة عن عيدان سلك يتم تشكيلاها لعمل على شكل فانونس ، وبعدها تذهب الفانونبس لمنطقة الورش لتغطي بقطع القماش ، مشيرا إلا ان اسعارها تبدأ من 3.5 إلى 15 جنيهًا، وهو ما اكده "محسن فلتر" صاحب  اكبر ورش مصنعي الفانوس السلك بمنطقة درب البرابرة ، حيث انه يعمل بصناعة الفانوس السلك منذ 15 سنة ،مشيرا إلى ان الاقبال على شراء الفوانيس هذا العام اكثر من العام الماضي ، فيما فضل مازن ابن الـ 9 سنوات شراء الفانونس السلك عن الفانونس الصيني قائلا" انا بحب فانوس بلدي اللي مصنع في بلدي ، كمام الفانوس السلك بيعيش ورخيص "

الفانوس الخشبي : هو فانوس يصنع في مصر ايضا وهو مستحدث هذا العام ويبدا اسعاره من 20 جنيهًا  .

اسماء الفوانيس المصرية :

وورث إيهاب محمد عيسي ، بائع فوانيس ، في شارع بورسعيد في منطقة باب الشعرية المهنة عن والده وجده منذ نحو 40 عاما ، فاكد ان رمضان لا يحلو الا بالفانوس المصري ، مشير إلى ان هناك انواع عديدة للفوانيس المصرية هي : ابو شمعة ويشمل ( ابو شمعه المخمس – ابو دلايه –فاروق –ابو باب )، اما فوانيس البلكونات فتشتمل ( تاج الملك – المقرنس – البرج – اللوتس – ابو طردة – ابو العيال شقة البطيخ – برج كبير ) ، مشيرا إلى ان اسعارها تترواح ما بين 25 إلى 35 جنيهًا بالنسبة للاحجام الصغيرة اما الكبير فاسعارها على حسب الحجم .

كما ان هناك فانوس مصري مصنع من البلاستك ال" مزوق" يسمي ميرامار " وسعره 100 جنيه ، اما انواع الخشب فهي ( ابو العيال والمربع والتقليدي )، وتابع إيهاب توجد بعض الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها مثل الفانوس المعروف ب "البرلمان" والذي سمى بذلك نسبة إلى فانوس مشابه كان معلقا في قاعة البرلمان المصري في الثلاثينات من القرن الماضي، وكذلك الفانوس المسمى "فاروق" والذي يحمل اسم ملك مصر السابق والذي كان قد صمم خصيصاً لاحتفال القصر الملكي بيوم ميلاده، وتم شراء ما يزيد على 500 فانوس من هذا النوع يومها لتزيين القصر الملكي.