الفنان نصير شمّة

حلّ الفنّان العراقي نصير شمّة ضيفًا على الأمسية التي أقامتها رابطة  التطوير الإعلامي في العراق في نادي العلوية مساء يوم أمس الثلاثاء وسط حضور متميز. شمّة هو سفير اليونسكو للسلام وكان محور حديثه عن المحبّ’ والسلام واللاعنف.

استهلّ الإعلامي  حسن عبد الحميد الأمسية بالحديث عن تميّز نصير شمة مشيدًا بالحفل الذي أقامه على مسرح الأولمبيك في باريس والذي يعتبر من أفضل الحفلات على المسرح خلال 20 عامًا.

بدأ نصير شمّة حديثه عن الانتماء إلى وطنه العراق، الانتماء الذي بقي حاضرًا في وجدانه وفنّه في مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أنّه منذ غادر العراق عام 1993 حتّى اليوم وهو يضع عين على بغداد وعين على العالم، ولكن عين بغداد هي " التي أرى فيها ما أقدمه في العالم".

كما لفت إلى دور الفنان في المجتمع وما يمكّن أن يقدّم من صورة مشرقة عن مجتمعه للعالم.

ولم ينسَ شمّة معاناة الشعب العراقي من الحروب والتطرّف وما خلّفته هذه المرحلة من مآسي مشيرًا أنّ علينا أن لا نتعامل مع الإنسان على أساس انتمائه الديني أو المذهبي بل ما يعنينا هو "الإنسان وقيمته وتأثيره بما حوله".

مؤكدًّا أنّ نجاح أي حفل يقوم به في أي بلد لم يكن هاجسًا شخصيًا بقدر ما كان الهاجس رفع اسم العراق والتعريف بمبدعيه وحضارته في مختلف المجالات.

أشار شمّة أنّ لطالما الإبداع كان ينبع من رحم المعاناة التي جعلت العراقي قويًّا وصلبًا ،مؤكّدًا أنّنا "الان بحاجة إلى رحم جديد لاجل تعلم السلام والمحبة".

وذكر أيضًا أن لأطفال العراق حيّزًا من اهتمامه وأعماله ويأمل أن يحقّق المزيد لاحقًا، مشدّدًا على ضرورة الاهتمام بالتعليم في العراق ، إذ أنّ الأمية هي الخطر الذي يهدّد المجتمع وأنّ ثقافة العنف والقتل أساسها الأمية.

كما دعا إلى ثقافة تقبّل الآخر وأن "يكون خطابنا الضامن هو كيف نقبل بالآخر كما هو، فهذه السياسة التي يمكن أن نغيّر بها، وهي التي جعلت أوربا تعبر مشكلاتها".

وأوْرد  شمّة  لمحة عن تجارب السلام ومواجهة العنف في عدد من المجتمعات مؤكدًّا أنّ "فكرة اللاعنف ليست شعارًا بل صيغة عمل" وعلينا اليوم "أن ننتزع فايروسات الكراهية والخلاف ونحصّن منها شبابنا وجيل المستقبل وإلّا لن نستطيع إنقاذ العراق.

تناول شمّة أيضًا محاربة الفساد حيث دعا إلى البدء من أنفسنا، انطلاقًا من الامتناع من دفع الرشوة لأي موظّف فاسد من أجل أن يمرّر عمله، فيكون قد ساهم بمحاربة الفساد.

وكان لمشروع "ألق بغداد" مساحة كبيرة من حديث شمّة فتحدّث عن مساعيه بأن يجعل بغداد أجمل وأكثر ألقًا عبر مشاريع إنمائية متعدّدة تبدأ بساحاتها العامّة وتكمل إلى غابة بغداد، بالإضافة إلى مشاريع عملاقة عديدة تنفّذ من قِبل القطاع الخاص ولا تكلّف الدولة أيّة مبالغ.

مؤكّدًا على أنّ مشروع "ألق بغداد" سينطلق بعد اسبوع بإعادة إعمار 20 ساحة وميدانًا  في العاصمة، مشيرًا إلى أنّ المبالغ المطلوبة أودعت في البنك المركزي للمباشرة بالتنفيذ، وقد ساهم مهندسون عراقيون بارزون في تصميم عدد من المشاريع ومنها تنظيف نهر دجلة وعمل نافورة عملاقة تمثّل خارطة العراق إضافةً إلى مشروع غابة بغداد وثلاثة متاحف عملاقة.

ونوّه شمّة إلى أنّ العراق مليء بالشرفاء والخيّرين المستعدين للعمل وتقديم ما شأنه إعادة إعمار البلد.

وجاء في ختام الأمسية  كلمات عبّر من خلالها عدد من الحضور عن عمق محبتهم واعتزازهم بما قدّمه نصير شمّة ويسعى بأن يقدّمه، مُبدين كامل استعدادهم للتعاون معه ودعمه لتحقيق الأفضل للعراق.

كما قدّم عدد من الفنانين والحضور هدايا تذكارية إلى الفنان العراقي تعبيرًا عن اعتزازهم وتقديرهم.