مخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة

أصدر مخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة 1 كتابا جديدا تحت عنوان “البعد الوطني لثورة الأوراس 1916″، حيث يتضمن في 250 صفحة مقالات علمية وقراءات مختلفة حول ظروف اندلاعها، وكذا ملاحق ووثائق تنشر لأول مرة في الجزائر، بعد حصول المخبر على نسخ منها من أرشيف مدينة أكس أون بروفانس الفرنسية، بترخيص من الأستاذ الباحث عبد الحق بن زايد الذي قام بإرسالها إلى باحثي المخبر

افتتح الكتاب بمقال للأستاذ المرحوم بلقاسم وزاني حول مجريات ثورة الأوراس 1916 في منطقة بلزمة، بناء على شهادات جمعها من مصادر مختلفة، ومنها تلك المتعلقة بالمئات من شباب المنطقة الذين اعتقلتهم القوات الفرنسية ورحلتهم إلى منطقة الجلفة، حيث تم تعذيبهم ودفن الكثير منهم في معتقل تعضميت الشهير.

فيما قدم الأستاذ الدكتور حسين قادري من جامعة باتنة 1 بقراءة في تقارير الإدارة الفرنسية حول هذه الثورة، وتضمن مقاله ملحقا بوثائق حول مجريات الأحداث ليلة 11 نوفمبر 2016، أما الأستاذ لخميسي سليماني من جامعة باتنة1 فتحدث عن الثائر البارز عمر أوموسى ودوره في قيادة تلك الثورة في منطقتي واد الماء وجبل مستاوة، علما أن بعض الشواهد التاريخية تقول بأن هذا القائد المتمرد كان قد تحصن بالجبال بعد القضاء على الثورة وهاجر إلى تونس ومنها إلى فلسطين أين مات ودفن في القدس. أما البروفيسور يوسف بن يزة من جامعة باتنة1 فقد ناقش السياق الدولي لثورة الأوراس 1916، وتحدث فيه عن الوضع الدولي زمن اندلاع الثورة لاسيما تأثير الأزمة الخانقة التي كانت تعيشها فرنسا جراء دخولها في الحرب العالمية الأولى، كما تحدث عن الأوضاع في المنطقتين العربية والمغاربية نتيجة تكالب المستعر على شعوبها لتجنيد أبنائها، وتقديمهم لقمة سائغة للآلة الحربية الألمانية، ناهيك عن تكثيف عمليات النهب لخيراتها من أجل تمويل المجهود الحربي على جبهات القتال.

في المقابل، تطرقت الأستاذة سمية حذفاني من جامعة الجزائر3 إلى التجنيد الإجباري بوصفه مفسرا بنيويا لاندلاع الثورة، عقب رفض الأهالي تجنيد أبنائهم من أجل المشاركة في الحرب العالمية الأولى إلى جانب القوات الفرنسية. أما الأستاذ الدكتور السعيد رحماني من جامعة الجزائر1 فتحدث عن دور الزوايا والكتاتيب القرآنية في إذكاء وتوجيه هذه الثورة، مركزا على دور الزاوية الرحمانية التي كانت حسبه بمثابة السند الروحي لسكان منطقة عين التوتة التي شهدت انطلاقة الثورة باغتيال الحاكم المحلي والهجوم على مقر قيادته وحرقه. وقدم الأستاذ فاتح زياني دراسة سوسيو أنتروبولوجية لثورة الأوراس 1916، وذلك بتحليل الرموز والأغاني التي خلدتها، كما تطرق إلى الحالة العامة السائدة في المنطقة قبل اندلاعها، مبرزا الخصائص الأنتروبولوجية والسوسيولوجية للمنطقة لاسيما خلال الحكم العثماني.

أما الدكتور سليم درنوني من جامعة بسكرة فقد تحدث عن أسطورة الثائر مسعود بن زلماط، محللا شهادات جمعها في فترة سابقة عن هذا الثائر الذي استمرت ثورته إلى 1921. فيما عالج الأستاذ نور الدين بن قويدر من جامعة الجزائر2 البعد الوطني لثورة الأوراس 1916 وذكر أن شرارتها قطعت مئات الكيلومترات في كل الاتجاهات، فشملت حسبه المنطقة الممتدة من بريكة وعين التوتة وسفيان وبومقر ونقاوس وبلزمة إلى مقرة والمسيلة أي من الحضنة وسطيف غربا، إلى جبال ششار بالأوراس، وأطراف جنوب قسنطينة شرقا إلى بسكرة وحواف الصحراء جنوبا، وبهذه المواصفات، عمّت الثورة أكثر من 23 دوارا بمنطقة الأوراس وما جاورها. ويختم الكتاب بمقال للباحث جمال بلفردي من المركز الجامعي ببريكة بعنوانLa révolution des Aurès selon le rapport d’Octave Dupont 1917، حيث تطرق إلى معالجة المصادر التاريخية الفرنسية لمجريات هذه الثورة وخاصة التقرير الذي قدمه المفتش العام للبلديات المختلطة بمنطقة باتنة أوكتاف ديبون.

وسبق لمخبر الأمن الإنساني بجامعة باتنة 1 أن نظم ملتقى وطنيا حول هذه الثورة في مئويتها سنة 2016 بالمركز الثقافي لمدينة عين التوتة بالتعاون مع جمعية ثورة 1916 برئاسة الدكتور أحمد بيطام، حيث تم تسليط الضوء على مجرياتها وحيثياتها من خلال ثلاثة محاور شملت الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية في منطقة الأوراس، والتي مهدت بشكل أو بآخر لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى، والثاني بمجريات أحداثها منذ ليلة 11 نوفمبر 1916 ومسارها، وكيف انتشرت في جبال الأوراس من الغرب إلى الشرق، وكيف تم إخمادها من طرف القوات الفرنسية.

قد يهمك ايضا 

وزارة الثقافة الجزائرية تكشف حقيقة اختفاء لوحات بيكاسو من متحف العاصمة

 

الجزائر تقدم إعانة مالية لـ715 فنانًا متضررًا من جائحة "كورونا"