آثار الموصل

دعت مفتشية آثار الموصل، السبت، إلى حماية الموروث الحضاري في محافظة نينوى، ومركزها الموصل (405 كيلومترات شمال العاصمة بغداد)، بعد تدميره من قبل تنظيم "داعش"، كما طالبت بإغلاق شارع قام التنظيم بتبليطه وتسميته بـ"شارع الخلافة"، فيما أكد إعلاميون وناشطون مدنيون ضرورة وضع قواعد ثابتة تحدد سلوكيات الخطاب الإعلامي الموجه إلى أهالي المحافظة.

وقالت لجنة الثقافة والاعلام النيابية، في بيان لها، إن رئيسة لجنة الثقافة والإعلام النيابية، ميسون الدملوجي، ومقرر اللجنة، شوان داودي، زارا مدينة أربيل، للوقوف على الأوضاع الإنسانية والحضارية لمدينة الموصل، والاطلاع على الخطاب الإعلامي الموجه إلى أهلها، بعد زيارة مفتشية آثار الموصل، مبينًا أن اللقاء تركز على جرائم تنظيم "داعش" بحق الموروث الحضاري في محافظة نينوى.

وأضاف البيان أن مفتشية آثار الموصل طالبت بتسييج بوابة سنحاريب، بعد أن تم تحرير موقع نينوى الأثري، ومنع الدخول إلى الموقع، أو التلاعب بمحتوياته، علمًا بأن موقع نينوى لم يتعرض لضرر كبير، باستثناء البوابة الأثرية، داعيةً إلى الإخلاء التام لمبنى النبي يونس، وأن تبقى الأنقاض محمية في مكانها، ليتمكن الأثريون من إجراء التحريات في الموقع. وأشار البيان إلى أن الأثريين طالبوا باغلاق شارع قام تنظيم "داعش" بتبليطه، وأطلق عليه اسم "شارع الخلافة"، ومنع البناء على الأراضي التي قام التنظيم ببيعها للناس، مشيرًا إلى أن الأثريين طالبوا بصور جوية (satellite images) لموقع خورساباد الأثري، الذي تسيطر عليه قوات البيشمركة، وتمنع الأثريين من دخوله لأسباب أمنية.

وأكد البيان أن مفتشية آثار الموصل أعربت عن الامتنان، بسبب تجاوب القوات المسلحة في حماية موقع نمرود، الذي تعرض لتهديم كبير من قبل تنظيم "داعش"، لحين توفر الفرصة لمسح الموقع، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأوضح أن رئيسة لجنة الثقافة والإعلام النيابية، ومقررها، التقيا بعدد من شباب الموصل، من إعلاميين وناشطين في منظمات المجتمع المدني ورجال دين، ضمن ورشة عمل نظمتها مؤسسة (MICT) الألمانية، بالتعاون مع النقابة الوطنية للصحافيين العراقيين، والقنصلية الألمانية في أربيل، للتباحث في الخطاب الإعلامي الموجه إلى أهالي الموصل، أثناء تحرير المحافظة، وبعده.

أوضاف البيان أن الحاضرين أجمعوا على أن الأولوية في الخطاب الإعلامي ينبغي أن تركز على دحر التنظيم المتطرف عسكريًا وفكريًا، والالتزام بثوابت الوحدة الوطنية والتنوع، ونبذ الطائفية والتطرف والتفرقة، وإبراز اللحمة الوطنية التي تجمع محافظة نينوى بمحافظات العراق الأخرى، وفي مقدمتها بغداد، مشددين على ضرورة وضع قواعد لسلوكيات المهنة، يلتزم بها الإعلاميون ووسائل الإعلام، سواء التابعة للدولة أو غيرها.