الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في جلسة حوارية بعنوان "الرواية والسينما"

استضاف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقد علي حمود الحسن محرر صفحة السينما في جريدة الصباح والقاص شوقي كريم، في جلسة حوارية بعنوان "الرواية والسينما"، وبدأت الجلسة، التي أدارها الإعلامي محمد اسماعيل، بمقدمة تعريفية بالضيفين، ليقدم بعدها الناقد علي حمود الحسن ورقة بحثية مختصرة، بيّن فيها الإشكالية والاختلاف بين الرواية والسينما، مستشهدًا بومضات من تاريخ السينما العالمية والعربية والعراقية، وموضحًا بأن جميع الفنون تتمتع بولادة ملغزة وغير معروفة، ماعدا السينما، تاريخها واضح وميلادها معلوم، ففي عام 1895 الأخوة لومير ابتكروا الكاميرا السينمائية وقدموا فيلمهم المعروف بطريقة تجارية.

وبين الناقد أن الاختلاف بين الرواية والسينما هو من حيث التنفيذ والبحث عن الجمهور والاختلاف الوقتي بين الرواية والفيلم فلا يمكن مثلًا انتاج فيلم من سبع ساعات لرواية كاملة، مشيرًا إلى الاختلاف من حيث اللغة ففي السينما اللغة هي الصورة بينما في الرواية تكتب الكلمات وتنتج متخيل له آلية سردية وأبعاد أخرى يؤولها القارئ، والرواية وفق الحسن لها زمن مفتوح غير محدد مثل السينما ويمكن قراءتها مئات المرات وتقدم إضافة جديدة للقارئ في كل مرة.

 وتطرق الحسن إلى أن الاقتباسات من الرواية كانت حاجة اقتصادية ثم حاجة فنية وفيما بعد تقنية، متسائلًا ماذا كانت السينما العراقية موفقة فيما تقتبس من الروايات، وما أقلها في الأربعينات والخمسينات وغالبًا ما كان الاقتباس مختلف للسينما العراقية من الرواية ويشكل نسبة 20% من الأفلام المنتجة ولم تصل إلى المعيار السينمائي الحقيقي، ماعدا أفلام محددة ولم تكن موفقة وذلك للظروف الإنتاجية التي يتطلبها العمل السينمائي، لينقل الرواية بحرفية وكذلك قلة وجود الرجل الحرفي "السيناريست" الذي يقوم بتحويل النص الروائي إلى نص سينمائي.

وكشف القاص شوقي كريم كيفية تعامل السينما العراقية مع الرواية، مشيرًا إلى أن المزاوجة بين السرد والصورة في تاريخ الخلق العراقي يعود إلى الرسومات التاريخية وهي نوع من أنواع السينما في ذلك الوقت كما موجود على جدران المعابد والبيوت في أور وبابل وآشور.
 
وأشار كريم إلى أن الروائي العراقي لا يجيد استخدام الحوار والذي تعتمده السينما أكثر من اعتمادها على الوصف وهذا هو الخطأ الكبير الذي نقع فيه دائمًا كون الرواية العراقية تميل إلى السرد أكثر من الحوار الذي يساعد على إنتاج صورة سينمائية، مشيرًا إلى أن السرد العراقي ومنذ بدايته، ومن خلال أكثر من "400" رواية عراقية، تفتقر إلى اللغة السينمائية في الرواية.

وقدم الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي صاحب رواية القمر والأسوار التي تحولت إلى فيلم سينمائي تجربته مع العمل الروائي الذي يحول إلى عمل سينمائي وابتعاد السيناريو المكتوب للفيلم عن الرواية الأصلية، وفتح باب المداخلات للقاصة عالية طالب والمخرج صباح رحمه والقاص خالد الوادي ود .علاء كريم ود.علي الفواز وآخرين في آراء متضاربة بشأن السينما والرواية والمزاوجة بينهما في التجارب العالمية والعربية والعراقية.