أسواق دمشق عشية العيد

شهدت أسواق دمشق عشية العيد ازدحامًا خانقًا، حيث تعج بالزوار في محاولة من سكان هذه المدينة لإحياء طقوس اندثرت بسبب الحرب حيث لابد من "تمشاية يوم الوقفة"، حتى ولو لم يشتروا شيئا واكتفوا بشرب عصير بارد في ساحة عرنوس بعد المرور بشارع الحمرا والصالحية.

ولا يمكن لقاصد أسواق العاصمة إلا أن يلتفت إلى هذه الوفرة الشديدة في المواد الغذائية وحاجيات العيد من ملابس وحلويات وحتى الأشكال المختلفة من الشوكولا والسكاكر. وتزينت محلات شارع الحمرا والصالحية والقصاع وسوق الحمدية في دمشق بأخر صيحات الموضة من الملابس المستوردة والمصنوعة وطنيًا والتي تمتاز بجودة عالية وبأسعار مرتفعة جدًا لا تتناسب ابدا مع الموظفين وذوي الدخل المحدود، ويشتكي سكان العاصمة من الأسعار الكاوية لملابس الأطفال خاصة التي تجاوز سعر الطقم 15 ألف ليرة.

وفي سوق الجزماتية في الميدان عرض أصحاب محلات الحلويات بضاعتهم حتى انهم لم يتركو مكانًا في الشارع لمرور السيارات، ولكن معظم رواد السوق يكتفون بالمشاهدة حيث أن سعر كيلو الحلويات الشامية "مبرومة - بلورية - شرحات- الماسية- كول وشكور"، تراوح بين 10 و 20 الف ليرة.

وعن خصوصية عيد الأضحى وتقليد ذبح الأضاحي في صباح اليوم الأول فقد غابت هذه العادة بعد أن تجاوز سعر (الخروف ) الواحد  150 الف ليرة و كيلو اللحم  6000 ليرة  واتجه أغلب المواطنين إلى شراء "الديك البلدي أو الدجاج"، لذبحها بدل الخراف لكي  لا تندثر عادة التضحية وينساها الأطفال، واقتصر شراء (الخواريف والأغنام ) على الأغنياء من تجار دمشق فقط ومن كان في الماضي يضحي بـ "عجل أو جمل"، أصبح اليوم يذبح خروف ومن كان يضحي بخروف سيذبح "ديك أو دجاجة".

ولتزامن عيد الأضحى المبارك هذا العام  مع بدء العام الدراسي وموسم "المونة"، وقدوم فصل الشتاء ولزوم تأمين مازوت التدفئة، فإن العيد هذا العام سيمر ثقيلًا وسيكون عبئًا إضافيًا على جيوب السوريين الذين ارهقهم ارتفاع الأسعار وجشع التجار.