المدير العام فلاح حسن شاكر

استضافت دائرة العلاقات الثقافية من خلال المدير العام فلاح حسن شاكر الفنانة الأولى والوحيدة في المقام العراقي فريدة، حيث كشفت قارئة المقام العراقي تولعها بـ"مقام" الحجاز والمخالف الذي هو منبعه عراقي ويسمى "مقام الشجن " .

وتحدثت عن نجاحها في إقامة الكثير من حفلات المقام خارج العراق، لتعريف العالم بأهم نوع من أنواع الغناء العراقي، بخاصة وإنها تعد اليوم الفنانة الوحيدة والرائدة في هذا المجال، وتم تناول عدة مواضيع طرحها المدير العام فلاح حسن شاكر، وأهمها دراسة مشروع توثيق المقام العراقي لتطلع عليه الأجيال المقبلة.

 ويأتي هذا المشروع بالتعاون مع "مؤسسة المقام العراقي" التي يديرها زوجها الفنان محمد حسين كمر، حيث كان لهذه المؤسسة الدور الكبير في نشر المقام العراقي عالميًا، وانتشار الكثير من الفنانين الأكاديميين العراقيين المغتربين، والآلات الموسيقية التراثية المصاحبة لقراء المقام العراقي، كما كان لهذه المؤسسة الدور في توثيق ونشر وتعليم موسيقى المقام العراقي في أوروبا والعالم، وتم الاتفاق خلال الزيارة على تقديم أمسية بغدادية خاصة، دعمًا لانتصارات جيشنا على التطرف وهم يحررون المدن والمحافظات من تنظيم "داعش"، وكذلك إقامة حفل، قريبًا، خاصًا للجمهور المحب للمقام العراقي وستكون في إحدى قاعات بغداد، وعن تسميتها بـ"سيدة" المقام  قالت "لأنني السيدة الوحيدة التي تمكنت من أداء هذه المجموعة من المقامات، أما لقب صوت الرافدين فهو لقب منحه لي مجموعة المثقفين العراقيين الذين شاركوا في الملتقى الثقافي العراقي الأول الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن وذلك لدوري في نشر الموروث الغنائي العراقي إلى العالم.

وأكدت "غنيت في أليكانتا، في غرناطة، لكن أكثرها وقعًا هي مشاركتي في البيت العربي في مدريد، كان الحضور في مدريد ملفتًا، مشيرة إلى شعورها بالفخر لأنها مثلت العراق بتراثه النغمي أمام أكثر من ثلاثة آلاف متفرج، عربي وإسباني، وبينت عن سعادتها عندما قدمتها مديرة البيت العربي " نوريا مدينا " حين قالت : "إننا سعداء أن يكون العراق بيننا في مهرجاننا الأول ممثلًا بالفنانة الكبيرة سيدة المقام العراقي فريدة وفرقتها والذين هم أحفاد زرياب، وسعداء بهذا الحضور الكبير والذي كان الأكبر من بين أيام المهرجان " ، مؤكدة على فرحتها لما لمست من تجاوب من الجمهور الإسباني لأنني وجدت أن بعض المقامات قريبة جدًا على أذن المستمع الإسباني .

وذكرت "غنيت في حفلات على الساحة العربية في مهرجان غرش في الأردن، وفي المغرب، في الجزائر، في تونس، مبينة أن الفضائيات لعبت دورًا سلبيًا في طرح الأغنية العربية, ومتأسفة على انتشار الأغنية الهابطة  بشكل كبير البعيد عن الأصالة، وبالضرورة فإنها تلاقي رواجًا من قبل الشباب العربي، لأنها أبعدتهم عن سماع التراث والفن الراقي، لافتة إلى تزامن حفلاتها مع الفنانة نانسي عجرم  في مهرجان غرش ، فالذي حصل أن الحضور كان أقل من المتوقع وكان الحضور يفتقد إلى العناصر الشابة .

ولفتت إلى وجود دول عربية تهتم بتنمية ذوق الفرد وهذا ما لمسته لدى الجمهور التونسي والجزائري من ذوق راق، وانجذاب للأغنية الأصيلة, وتتصور فريدة أن ابتعاد المطربات عن المقام أن الجمهور لا يقتنع بالمرأة كمؤدية مقام، لأنه تعود على الأصوات الرجالية، مشيرة إلى المطربات العراقيات في الزمن الجميل منها سليمة مراد صاحبة الأغنية البغدادية الأصيلة أدت قطع قليلة من المقام، ولازالت في الذاكرة العراقية الفنانة صديقة الملاية، وزهور حسين حيث غنت الدشت، وكذلك الفنانة القديرة مائدة نزهت أدّت بعض المقامات بمقدرة وصوت جميل جدًا .

وعن تسجيل المقام العراقي حدثتنا إيمان عبد الوهاب مسؤولة المنظمات الثقافية وخبيرة التراث العراقي غير المادي" إننا بصدد تسجيل المقام العراقي على لائحة اليونسكو منذ عام 2009، وأخذت على عاتقي توثيق كل ما يخص هذا التسجيل, علمًا أن المعايير التي تم تسجيلها عام 2009 تغيرت عام 2010، لذلك التقيت مع الفنان محمد حسين كمر خلال إحدى زياراته إلى العراق، والتي خص فيها زيارة مدير عام دائرة العلاقات الثقافية، ليزودنا بمعلومات شفاهية، واستطعت بالاعتماد عليها من الحصول على وثائق تخص المقام العراقي، لتكون لدائرة العلاقات الثقافية خزين وثائقي ومعلوماتي ثر لكل ما يخص المقام العراقي وعدد الحفلات التي أقيمت، وما قدمته بالأخص سيدة المقام العراقي فريدة خلال جولاتها الفنية حول دول كثيرة في العالم.