كنيسة بيزنطية في عمق الصحراء التونسية

كشفت حفريات أجراها فريق مختص من «المعهد التونسي للتراث» خلال هذا الشهر، عن وجود كنيسة تعود إلى العهد البيزنطي بموقع أثري يسمى «كستيليا»، وكانت الكنيسة مغمورة بالكامل في رمال الصحراء التونسية، وبالتحديد بين مدينتي «توزر» و«دقاش»، وهو ما حافظ على جزء كبير من هذه الكنيسة، ويعود هذا الاكتشاف الأثري إلى العهد الروماني المتأخر؛ أي ما بين القرنين الخامس والسابع للميلاد.

وتم اكتشاف مجموعة من القطع الخزفية والأواني الفخارية بالإضافة إلى قناديل وجدت بالقرب من الكنيسة، إضافة إلى عدة جدران لا تزال تحت الرمال، وهو ما يؤكد وجود أبنية أخرى مجاورة؛ بعضها بمحاذاة الكنيسة، وبعضها في المنطقة القريبة منها، وهي تمتد حتى الواحة القريبة، وهذا ما أكد فرضية وجود مدينة أثرية متكاملة تغمرها رمال الصحراء.

وأكد مراد الشتوي، ممثل «المعهد التونسي للتراث» في ولاية "محافظة" توزر، أن الكنيسة تحتوي على 3 مكونات رئيسية؛ تتمثل في مدخل رئيسي ومدخلين فرعيين وملحقين ومعلم دائري، وتمتد الكنيسة على مساحة 140 مترا مربعا بارتفاع يتراوح بين 3.50 و3.70 متر، إلى ذلك، قال بسام بن سعد، المختص في العمارة الأثرية، إن المواد الأولية التي استعملت لتشييد هذا المعلم الأثري، محلية، ورجح أن تكون الحجارة قد جلبت من مدخل مدينة «دقاش»، إضافة إلى وجود عناية خاصة بالزينة والزخرفة، وهو ما يؤكده وجود أعمدة وتيجان ذات نوعية عالية الجودة.

ومن المنتظر أن يعطي هذا الاكتشاف الأثري دفعًا مهمًا للقطاع السياحي؛ إذ إن إدراجه ضمن المسالك السياحية قد يكون مهمًا لجلب أعداد إضافية من السياح، ومن المنتظر أن تكشف التحاليل العلمية التي سيجريها الباحثون في «المعهد التونسي للتراث» على المواد الخزفية والأواني الفخارية، الحقبة الزمنية الدقيقة للمعلم الأثري الذي يصل مدينة «توزر» بمدينة «دقاش».
ويرجح الباحثون أن الموقع الأثري كان مغمورًا بالكامل تحت الرمال، وهو ما جعله يحافظ على كامل مكوناته ومحتوياته.