حكاية "المليون ونصف المليون شهيد"

ألقى الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، خطابا في زيارة رسمية لزعيم مصري وعربي بعد استقلال جمهورية الجزائر، قائلا: "وأنا بينكم أحمد الله على هذا النصر الكبير الذي أعطى هذه الشعب الثائر قوة الإيمان ليدفع الثمن الغالي.. المليون شهيد.. المليون بطل.. الجزائر أرض الثوار بلد الأبطال بلد الشعب الذي خاض وجاهد وكافح وصمم على أن يرفع علم الحرية".

وتحتفل الجمهورية الجزائرية، في الخامس من يوليو "جويلية" من كل عام بذكرى الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، بعد 132 عاما من الاحتلال والمقاومة والنضال قدمه أبناء الشعب الجزائري الحر.

أقرأ أيضا جميلة بوحيرد تُشارك في التظاهرات المعارضة لترشّح بوتفليقة

في أول يوليو من عام 1962 نالت الجزائر استقلالها بعد كفاح طويل ضد المستعمر الفرنسي، وكانت جبهة التحرير الجزائرية تقاوم منذ سنة 1955 ضد الحملات التأديبية الدموية التي كان يقوم بها الجيش الفرنسي، وكان شهر ديسمبر من عام 1959 شهد اعتراف الجنرال الفرنسي شارل ديجول بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره، وذلك تحت ضغط كبير من المقاومة الباسلة في الجزائر، وحسب إشارة للدكتور حجازي فهد في كتابه "لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف" أن المستوطنين الفرنسيين في الجزائر رفضوا في بداية الأمر، وأجلوا المفاوضات، فرجت في ديسمبر 1960، التظاهرات في العاصمة الجزائرية، وقامت تظاهرت أخرى مماثلة مؤيدة للثورة الجزائرية في الدولة العربية وبعض دول العالم، وأخيرا خضع الفرنسيون وبدأت المفاوضات مع جبهة التحرير وكانت آخر جولة رسمية بين 7 و18 مارس 1962 بمدينة إيفيان السويسرية، التي اتفق على استفاء الشعب الجزائري حول الاستقلال.

وتجلى عزم الشعب الجزائري على نيل الاستقلال عبر الاستفتاء الذي كانت نسبته 99.7 في المائة نعم، وتم الاستقلال الجزائري يوم 3 يوليو، واختير يوم 5 يوليو عيدا للاستقلال، وانتخب المناضل الراحل أحمد بن بلة أول رئيس للجمهورية الجزائرية، بعد الثورة العظيمة التي قدم خلالها الشعب الجزائري الحر أكثر من مليون ونصف المليون شهيد.

قد يهمك أيضا

لحسيبي يؤكّد أن الاستعمار الفرنسي ارتكب جرائم كثيرة في الرياضة المغربية

الجزائر تطلب مجددا من ماكرون الاعتراف بجرائم الاستعمار الفرنسي