مقهى "نازك الملائكة"

شهدت الكرادة الشرقية في بغداد ولادة مشروع ثقافي جديد، يعيد الى العاصمة بعض ملامحها الثقافية، منتدى ثقافي باسم "مقهى نازك الملائكة"، أطلقه الناشط عبد جاسم كاظم الساعدي في مبادرة غير ربحية، مقاهٍ تفتح أبوابها لحوارات مختلفة تعنى بها المجتمعات، بالإضافة إلى مناقشة آخر المستجدات الثقافية والفنية التي قد تكون محطة تقود المثقفين والفنانين وأصدقاءهم، نحو ارتشاف القهوة الذي ترافقه رائحة الكتب والموسيقى بلذة خاصة، مرورًا بالأمسيات الأدبية والثقافية والفنية والمداخلات التي كثيرًا ما تقود إلى ولادة أفكار جديدة متنوعة الرؤى والمفهوم، على هذا الاساس تم افتتاح أول أمس هذا المقهى الثقافي الذي يضاف إلى مقاهي بغداد الأدبية.

ويعد مقهى "نازك الملائكة" جزءًا من جمعية الثقافة للجميع، المتمثلة برئيسها الدكتور عبد جاسم الساعدي الذي سعى جاهدًا إلى افتتاح هذا المكان ليجمع فيه النخبة البغدادية الأصيلة تحت سقف واحد، والذي أسهم معه بإنجاز هذا الصرح الثقافي المهم، كما كانت هناك كلمات لبعض الحضور أشادوا من خلالها بالفعاليات الثقافية الكثيرة التي انجزتها جمعية الثقافة للجميع، مباركين خطوتها نحو افتتاح هذا المقهى الذي يعد صرحًا ثقافيًا يضاف إلى صروح بغداد الناجحة.

ويشهد مقهى "نازك الملائكة" على هذه الحقبة الزمنية وخيار عقولها المفكرة وشوامخ كتابها وفنانيها، التي ستدون عبر جغرافيتها حراكًا ثقافيًا فنيًا، ذا شجن تاريخي عريق، حيث أنّ ظهور العديد من هذه المقاهي الثقافية، يعد طفرة ثقافية ستسهم في توسع الثورة الثقافية والعلمية الجديدة التي من المؤكد ستواكب ولادة أجيال ثقافية جديدة، في جميع المجالات كالسياسي والفكري والأدبي والفني.

وجاءت فكرة تأسيس المقهى ثقافي من لدن مؤسسيه، الساعية بدأب نحو فتح منافذ للمنتج الثقافي والفني والسياسي والاجتماعي، وتناول كل ما يهم النخبة العراقية المثقفة، واستعادة المقاهي الثقافية في بغداد لها دور مهم، للحفاظ على طابع مميز كان يفيض على الكتاب والفنانين ويفتح لهم آفاقًا معرفية جديدة تتجسد وتنهض في تلك النماذج الواعدة، فبغداد بحاجة فعلية اليوم إلى عمل حقيقي على أرض الواقع لنشر الثقافة وتجديد الخطاب الثقافي من خلال هذه المقاهي فهي النافذة والبوابة الكبيرة التي تطل على عقول ووعي شباب عراقي لا يمكن تجاهله.