الطائفة "الأحمدية" تغزو الجزائر

كشفت تقارير إعلامية جزائرية رسمية، عن انتشار كبير للطائفة الأحمدية، خلال عام 2016 والتي أصبحت تشكّل عبئًا ثقيلًا على السلطات الجزائرية بسبب تغلغل هذه " العقيدة " في المجتمع الجزائري، وهو ما دفع بالحكومة الجزائرية إلى دق ناقوس الخطر، وإعلان محاربتها بشتى الطرق، حفاظًا على مرجعيتها الدينية.

وبدأ نزوح الطائفية نحو الجزائر، كانت عام 2013، حينها حذرت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية، الشعب الجزائري، من انتشار طائفة دينية تُسمى "القاديانية " أو "الأحمدية"، حينها تلقت الوزارة التي كان يتولى تسيير شؤونها الوزير السابق أبو عبد الله غلام الله، برقية صادرة عن سفارة الجزائر في إسلام آباد في باكستان، وتحذّر من خطر انتشار الطائفة " القاديانية " في دول المغرب العربي ومن بينها الجزائر، وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها أنذاك السفارة، تمكّن فرقة دينية غير مسلمة من التوغل إلى دول المغرب العربي، وهي تحاول استهداف شريحة الطلبة لمحاولة اقناعهم بالانضمام إلى هذه الديانة.

واضطرت مصالح الاستعلامات الجزائرية، إلى فتح تحقيق حول انتشار هذه "الطائفة"، خاصة بعد أن توصلت إلى معلومات مفادها سعي قياداتها إلى إيجاد موطئ لها داخل الجزائر. وعادت هذه الطائفة للظهور بقوة في الجزائر، خلال عام 2016، في ولايات الشرق الجزائري، وألقت القوات الحكومية الجزائرية، خلال الشهور الستة الأخيرة من هذا العام على قرابة 40 شخصًا من الطائفة الأحمدية في الجزائر، وكانت آخر أكبر مداهمة أمنية نفذتها مصالح الأمن الجزائري، في محافظة سكيكدة شرق الجزائر العاصمة، وتم اعتقال حوالي 20 شخصًا في " فيلا " ومصادرة مصاحف " محرّفة "، ومنشورات تدعو إلى الانضمام إلى الطائفة الأحمدية والإيمان بمعتقداتها. وأفضت تحقيقات قوات الحكومية الجزائرية، إلى أن زعيم هذه الطائفة في الجزائر، يبلغ من العمر 43 عامًا.

وتمكنت القوات الحكومية الجزائرية في الصيف الماضي، من تفكيك شبكة تنتمي للطائفة الأحمدية، في محافظة البليدة، كانت تسعى لفتح مركز دعـوى في الجزائر بهدف نشر عقيدتهم التي ينتمي إليها 1000 شخص في الجزائر، وتستهدف هذه الشبكة، الطلاب الجامعيين وتحاول نشر عقيدتها وسط الشباب الجزائر، وتزعم " القاديانية " تزعم بأنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاث مرات.

وتعتقد هذه الطائفة أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطئ "تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا"، ويعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأنّ الله يرسل الرسول، حسب الضرورة. ويزعم صاحب هذه الطائفة بأنه لا قرآن إلا الذي قدمه هو أو كما يُسمى نفسه المسيح الموعود (الغلام)، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ضمن كتابه المنزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم.

وطالبت 11 حركة السلطات باعتماد الطائفة الأحمدية رسميًا في الجزائر، ودفعت هذه الأرقام " السوداء "، بالسلطات الجزائرية الى دق ناقوس الخطر، واعترف وزير الشؤون الدينية الجزائري، محمد عيسى، مرارًا وتكرارًا، بتنامي نشاط الحركات الضالة في الجزائر، وقال بلغة صريحة وواضحة إنّ الدعوة " الأحمدية تعرف امتدادًا واسعًا عبر مستوى القطر الوطني، وهي تسعى جاهدة إلى تشييد مقر وطني رسمي يمثل أتباعهم. وقال إن هذه الطائفة تسعى لتقديم طلب رسمي لاعتماد جمعية باسمها والترخيص لها لممارسة نشاطها علنيًا، ونظرًا لتنامي نشاط هذه الحركات، اضطرت الجزائر إلى تشكيل خلية متابعة دائمة تضم ممثلين عن وزارة الشؤون الدينية الجزائرية وممثلين عن القوات الحكومية الجزائرية لمتابعة كل التحركات المشبوهة لــ 11 حركة تريد أن تحجز لها مكانًا في الجزائر، على غرار "جماعة العصر"، وتعرف هذه الحركة بأنها لا تصلي من الصلوات الخمس إلا صلاة العصر، ويقوم اتباع " جماعة العصر" بصلاة العصر فقط.

وتنشط في الجزائر أيضًا حركة تُسمى بـ"عبدة الشيطان "، وتنشط هذه الحركة كثيرًا بين فئة التلاميذ في المدارس والطلاب في الجامعات، وتقوم بكل المُحرّمات التي نهى الله عنها عز وجل. ومن بين الأساليب " الإغرائية " التي تعتمد عليها هذه الحركات لاستقطاب الشباب الجزائري، منحهم تأشيرات السفر إلى بلدان أجنبية، واغرائهم بمبالغ طائلة من الأموال، وفتح كل أبواب المُحرّمات التي حرمها الدين الإسلامي.

وتساءل الأمين العام للتنسيقية الوطنية وموظفي الشؤون الدينية في الجزائر، حجلول حجيمي، عن الإجراءات التي اتخذتها الجزائر لحماية شبابها من الانزلاق وراء هذه الحركات، وقال المتحدث في تصريحات صحافية خص بها " العرب اليوم " إن السلطات الجزائرية مطالبة بعدم التهويل، وعدم غض البصر عنها أيضًا وهذا هو الأمر المهم، من خلال فرض إجراءات حازمة، وعدم الاكتفاء بالتصريحات السياسية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فالمطلوب في الظرف الراهن النزول الى الكليات والمعاهد والمدارس ومحاولة تحصينها من تغلغل هذه الحركات والتشويش على عملها عن طريق الإعلام الجزائري فهو يلعب دورًا كبيرًا في إحباط نشاطها.

وأوضح المستشار السابق لوزير الشؤون الدينية الجزائري السابق أبو عبد الله غلام الله، والباحث الجزائري في الإسلاميات، عدة فلاحي، في تعليق له على امتداد هذه الحركات إلى الجزائر، قائلًا في إحدى كتاباته إن هذه " المرجعية التي قد تكون أداة ووسيلة في يد جهات قد نختلف معها في بعض القضايا السياسية وبالتالي تحرّك أتباعها أو على الأصح خدمها ليلحقوا بالبلاد ضررًا وشررًا وهذا الذي نحذر منه ونتخوف منه ولكن لا بّد وأن نستعد لمواجهته والتصدي له بتوفير كل الوسائل والضروريات الممكن وقبل فوات الأوان".

وعاب المتحدث، على تجاهل السلطات الجزائرية لسلاح الإعلام الديني، قائلًا إنّ هذا الجانب أهمل كثيرًا من طرف الحكومة الجزائرية، في وقت يعترف فيه كل الذين اعتنقوا الأحمدية بما فيهم الجزائريون وعددهم قليل جدًا مقارنة بالدول الأخرى.

وكشفت التحقيقات التي أجرتها مصالح الأمن الجزائرية، أنّ وراء ذلك كان مشاهدتهم لقناة الأحمدية MTA التي تبث من لندن عبر النايل سات المصري. وتبث هذه القناة خطاب الخليفة الخامس للجماعة ميرزا مسرور أحمد والمقيم هو أيضًا في لندن في كل مناسبة بما فيها خطب الجمعة على أتباعه الذين بايعوه إلى ضرورة مشاهدة قناة الأحمدية والتبرّع لها بسخاء لأنها بمثابة البيت الذي يجمعهم وهم موزعون عبر بقاع العالم.