إعادة نصب قوس النصر التدمري في لندن

تأكيدا على انتصار الحضارة الإنسانية ضد الإرهاب والبربرية ...نصب في ساحة "ترافلجار" وسط لندن نسخة من قوس النصر الأثري التدمري والذي قام تنظيم “داعش” الإرهابي بتدميره في تشرين الاول الماضي حيث صمم معهد الآثار الرقمي بجامعة اكسفورد البريطانية هذا النصب من الرخام باستخدام تقنية الحفر ثلاثي الأبعاد، وقام تنظيم “داعش” خلال استباحته لتدمر ومدينتها الاثرية قبل سيطرة القوات الحكومية عليها  الشهر الماضي بسرقة أعداد كبيرة من القطع الأثرية وتهريبها إلى خارج سورية إضافة إلى تدمير العديد من الأماكن الأثرية التاريخية في المدينة وفي مقدمتها المدافن البرجية وقوس النصر ومعبدا "بل" و"بعل شمين" وتمثال "أسد اللات".

هذا و أوضحت المهندسة "لينا قطيفان" مديرة مواقع التراث العالمي في المديرية العامة للاثار والمتاحف أن” معهد الآثار الرقمي في جامعة اكسفورد البريطانية قام بتصميم هذا النصب وفق نموذج متخيل لقوس النصر الاصلي الموجود في تدمر والذي قام تنظيم داعش بتدميره”، وأشارت قطيفان إلى أن النصب الذي وضع في ساحة ترافلجار أمس “يعد نسخة تمثل ثلثي الحجم الأساسي لقوس النصر الأصلي حيث يبلغ ارتفاع هذه النسخة 6 امتار ووزنها 12 طنا تم صنعها من الرخام وفق تقنية لحفر ثلاثي الأبعاد واستغرق تصميمها نحو 40 يوما من العمل المتواصل”.

وقالت إن “النصب وضع في ساحة لندن كمحطة اولى ضمن فعاليات اسبوع التراث الثقافي العالمي حيث سيتم نقله إلى عدة أماكن حول العالم منها نيويورك وامستردام والبندقية ودبي ثم إلى سورية لتكون محطته الأخيرة في ساحة تدمر المكان الذي أعدم فيه تنظيم “داعش” الإرهابي عالم الآثار الشهيد خالد الاسعد في اب العام الماضي”، وأكدت قطيفان أن هذا النصب الذي صممه علماء وخبراء من معهد الآثار الرقمي في جامعة أكسفورد البريطانية “يعبر عن نصر الحضارة ضد البربرية والهمجية التي يمثلها الارهاب الذي يجتاح التراث الثقافي بالعالم وخاصة في سورية والعراق واليمن ويؤكد أن ما قام به إرهابيو داعش من تدمير للآثار في تدمر يمكن إعادة تقديمه وفق وسائل العصر الحديثة من التكنولوجيا الرقمية”.

وبينت أن إعادة ترميم وتأهيل الآثار في مدينة تدمر بعد أن أعاد إليها الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار “لن تتم وفق تقنية الحفر ثلاثي الأبعاد إلا في بعض الاماكن الاثرية لاظهار بعض التفاصيل المهمة والدقيقة فيها وستتم إعادة تأهيل وترميم المدينة الأثرية بتدمر وفق أسس علمية وتوصيات عالمية بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين”، وتبنى المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونيسكو في الثالث عشر من الشهر الجاري مشروع القرار الروسي بشأن إعادة إعمار تدمر وغيرها من المعالم التراثية في سورية.

وكانت وحدات من القوات الحكومية بدعم من الطيران الروسي استعادت السيطرة  في 27 آذار الماضي على  مدينة تدمر السكنية وأحكمت سيطرتها على المطار والمدينة الاثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي .