الجزائر - الجزائر اليوم
ينظم الفنان التشكيلي نبيل بلعباسي إلى غاية نهاية الشهر الفضيل، معرضه الإلكتروني، ليقدم للجمهور الجزائري نماذج عن أعماله الراسخة في الأسلوب التجريدي المميز بالحرية والأفكار والتنقل في فضاءات وتشاكيل وألوان مختلفة، تعطي لمشاهدها فسحة من الانطلاق خارج جدران الحجر، ليسمع بعينيه خطابا راقيا لريشة، تبتكر الرفرفة في سماء زرقاء بلا كورونا، وتتحدى العزلة والصمت.
في البداية، هنأ الفنان جمهوره الوفي وكل الجزائريين بحلول الشهر الفضيل، متمنيا للجميع العافية والسلامة، وقدّم لوحات من مختلف التعبيرات الفنية. والفنان متخرج من مدرسة الفنون الجديدة لعزازقة بتيزي وزو. وتتميز الأعمال الفنية له بلمسة رقي لا نظير لها، حيث تعكس تعبيرات فنية تجريدية وتصويرية وشبه تصويرية.
وشارك الفنان بلعباسي في عدة معارض بسيدي بلعباس والمدية وسعيدة وتلمسان والجزائر العاصمة، كما سجل حضوره كفنان تشكيلي عبر العشرات من اللوحات؛ بهدف بلوغ أحسن المستويات، وإطلاق العنان لموهبته وشغفه بهذا الفن الذي أحبه منذ نعومة أظافره.
انتقى الفنان التشكيلي نبيل بلعباسي رموزا لكي يعبّر ولو بغموض، عن خوالجه وعن كل ما يتأثر به في محيطه، علما أن الأعمال تصب في مجملها في الأسلوب التجريدي. أما البقية فاختار لها الفنان الأسلوب شبه الواقعي.
ومن بين الرموز نجد اليد، ويرى فيها الفنان قيمة كبيرة سواء في حياة الفرد اليومية أو حتى في الإسلام؛ من استعمالها للشهادة مثلا، إلى القيام بالأشغال العادية الروتينية.
رمز آخر استعمله الفنان وهو الهلال، قاصدا به شهر رمضان المعظم. أما في لوحات أخرى فكان المعمار الإسلامي حاضرا أيضا، كلوحة "الصلاة". كما لم ينس الفنان أن يكرم المسجد الجزائري؛ فرسم عدة لوحات عن المساجد العتيقة؛ مسقط رأسه، ورسم أبوابا متعددة؛ أبواب الفرج التي تُفتح بحول الله في وجه كل العباد.
كما رسم الفنان لوحات عن المناظر الطبيعية، بعضها من الواقع، وأخرى من وحي الخيال، رسمها بأسلوب شبه واقعي ممزوج بالانطباعية. وعبّر عن حبه للمناظر الطبيعية، فرسمها بكل تعابيرها الفرِحة منها والحزينة؛ أوَليست الحياة كلها من الفرح والهم معا؟ ولوحة أخرى لبحر هائج؛ لوحة غلب عليها اللون الأزرق رغم أنه رسم فيها أيضا خطوطا بيضاء، وكأنه برق أخلّ بتوازن الطبيعة.
لوحة "حروفيات" رسم فيها بلعباسي مربعات صغيرة متناثرة وسط ألوان مختلفة؛ من أحمر وأصفر وأزرق وأخضر وبرتقالي..
وعموما، ليس في الفن ريشة تشبه أخرى أو مستنسخة عن ريشة فنان آخر، فلهذا الفنان أسلوبه ولغته وحريته المطلقة في تشكيل الذات الفنية، وبالتالي يتحقق المعنى، وتتضح الصورة أكثر، لتخاطب المشاعر وترتقي بالنظر وبالذوق، متجاوزة التفاصيل إلى المعالم والخطوط والأبعاد التي تؤدي إلى عوالم جديدة.
ويوازن هذا الفنان أيضا بين اللون والشكل والنسيج والخط كعناصر بناء اللوحة، ليعبّر عن استجابته الذاتية لتجربته الشخصية، ملتزما بمفردات أساسية في إنجاز العمل الفني، مع جمع تلك العناصر بشكل متقن، لإعطاء اللوحة معناها، لتبدو محكمة ورصينة.
للإشارة، نبيل بلعباسي فنان تشكيلي من مواليد 1978 بمدينة تلمسان، تحصّل على شهادة الدراسات الفنية العامة بكالوريا فنية لسنة 2007. كما حاز سنة 2009 على شهادة الفنون الجميلة بعزازقة. شارك في عدة معارض جماعية، إضافة إلى تنظيمه معارض فردية، كما رسم جدارية للقاعة متعددة الخدمات بودغن بولاية تلمسان.
قد يهمك ايضا :
مصر:تدشين معرض إلكتروني دائم للفن التشيكلي على الإنترنت
أضخم معرض إلكترونيات في العالم يشهد الإعلان عن 20 ألف جهاز مُبتكر