أربيل تتزين للاحتفال بالمولد النبوي الشريف

تستعد مدينة أربيل، التي كانت أول من احتفل بالمولد النبوي بشكل منظم على يد حاكمها مظفر الدين كوكبوري في عهد صلاح الدين الأيوبي، لإحياء ذكرى ميلاد خير البريّة النبي محمد. ودأب مظفر الدين كوكبوري (1153 – 1232م) على إقامة احتفال كبير في كل عام، وكان يصرف فيه الأموال الكثيرة والخيرات الكبيرة كما كان يدعو إليه الفقهاء والصوفيّة والوعاظ والشعراء من البلاد القريبة لإقامة الجلسات الشعريّة والمسابقات الدينية لسرد مناقب الرسول الكريم.
وأكملت أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، استعداداتها لإحياء المولد، الذي يصادف الاثنين الموافق 13 كانون الأول/يناير الجاري الموافق 12 شهر ربيع الأول لعام 1435 حسب التقويم الهجري.
وعقد في مبنى المحافظة، اجتماعًا شارك فيه كل من محافظ أربيل ورئيس اتحاد علماء الدين الإسلامي، ورئيس منتدى الفكر الإسلامي، ومدير أوقاف أربيل، ومجموعة من الأكاديميين والمختصين في الشريعة الإسلامية والتاريخ في جامعة صلاح الدين وجمعية قراء القرآن في كردستان لبحث استعدادات إقامة المولد النبوي الشريف.
وقرّر المجتمعون إقامة مهرجان كبير بهذه المناسبة في مدينة أربيل، يتضمن العديد من الأنشطة والفعاليات منها، إلقاء خطب والتوجه بعدها على شكل مسيرة إلى قلعة أربيل التاريخية، حيث كان مقر السلطان مظفر الدين كوكبري سلطان أربيل وأول من تشجع وأدار المناقب النبوية في أربيل، وخصوصًا في شهر المولد النبوي، وانتشرت بعدها في العالم الإسلامي. ويتضمن البرنامج إقامة معرض للخط والزخرفة الإسلامية، ومسابقة أفضل فرقة للأناشيد الدينية بجانب تقديم مجموعة بحوث تاريخية وتراثية وثقافية بشأن تاريخ أربيل ودورها في تاريخ الإسلام، بالإضافة إلى مسابقة لتقديم أحسن بحث بشأن تاريخ وثقافة أربيل والطابع الإسلامي للمدينة ودورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية، ومغزى وأبعاد إقامة المولد النبوي الشريف من الجوانب العاطفية والوجدانية والدينية مع تقديم مجموعة من الفعاليات الأخرى ويستمر المهرجان لمدة أسبوع واحد.
وبدأت مظاهر الاحتفال المعتادة في شوارع مدينة أربيل قبل موعد المولد النبوي لعام 2014/1435، حيث نشطت محلات الحلويات ببيع حلوى المولد النبوي وعروس المولد وغيرها مما يرتبط بمناسبة الاحتفال بمولد الرسول الكريم. وخلال التجول في أغلب أسواق كردستان وأربيل على وجه الخصوص، يلاحظ مظاهر الاحتفال العفوية بالذكرى، حيث يتنافس أصحاب المحال التجارية في حجم لافتاتهم الخاصة بالمولد، وفي استعمال مكبرات الصوت الخارجية لبث أجزاء من آيات القران الكريم، بالإضافة إلى الأناشيد الدينية والمدائح النبوية باللغتين العربية والكرديّة، كما يعلق سائقو وسائل النقل العام ملصقات كبيرة خاصة بالمولد على زجاج سياراتهم في مشهد احتفالي مستمر بالذكرى في كل مكان داخل مدينة أربيل.