الجزائر ـ سميرة عوام
تتنوع الأطباق التقليدية خلال الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف في الجزائر، ويُعد طبق "الشخشوخة"، سلطان المائدة الجزائرية، حيث تقام الحفلات، ودعوة الأقارب والأهل والجيران، من أجل الاحتفال بتلك المناسبة، والتي تعتبر بالنسبة للعائلات الجزائرية فرصة لتجميع شمل الأحباب وتبادل الحديث ومن بين العادات والتقاليد التي لا تزال راسخة في التراث الجزائري، إقامة سهرة عائلية، تجتمع فيها الأسرة الكبيرة؛ لتناول وجبة
العشاء، والتي تتكون عادة من "الشخشوخة"، ولحم الخروف الجبلي، وفي السهرة تتنوع المشروبات من "صينية القهوة" المصحوبة بالشاي والمكسرات، وطبق "الطمينة"، والتي تعتبر هدية للمسلمين في ليلة الاحتفال بمولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم.
وتبدأ الأهازيج والتغني بخصال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعادة فإن العائلات تُفضِّل البقاء في البيت للتمتع بالمديح الديني، والذي تُقدِّمه فِرَق محلية، تغني الأندلسي، والعيساوة، حيث تتعال الزغاريد، وتشعل الشموع، كما تنتشر في الشوارع الضيقة والمساجد رائحة البخور والعنبر؛ لجلب الخير والبركة على أهل البيت.
وتتواصل أفراح الجزائريين بتلك المناسبة حتى الفجر، حيث تُنظَّم حفلات خاصة بالشباب، وتُقدَّم من خلالها وصلات غنائية شبابية راقصة، وخلال السهرة يتم تقديم المشروبات الغازية والشاي، إلى جانب أطباق الحلويات التقليدية، منها؛ "المقروض"، وطبق "الزريرة"، والتي تتكون من الدقيق الناعم المحمص، ويضاف إليه العسل والزُّبد، وتحضر ساخنة، وتلك الأكلة عادةً تُقدَّم للمرأة عند وضع حملها، وفي معتقدات العائلات الجزائرية، أن طبق "الزرير"، هو فرحة بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى جانب هذا يحتفل الصغار بالألعاب النارية، وإشعال الشموع، وزيارة الأقارب والمساجد فرحةً بالمولد النبوي الشريف.