غزة ـ محمد حبيب
أكّد أطفال "نادي الصحافي الصغير" في غزة، حبهم للحياة والحريّة والغناء، على الرغم من الصورة القاتمة التي يحاول الاحتلال الإسرائيليّ رسمها في القطاع بفعل الدمار والحصار. واختتم النادي الصحافي، الأسبوع الماضي، مسابقة "أصوات أطفال غزة"، بحصول الطفلة سلمى النجار المرتبة الأولى عن فئة الشعر، والطفلة نجلاء حميد عن فئة الغناء والإنشاد وحصدت الطفلتان الجائزة الكبرى وهي رحلة سفر إلى فرنسا، تقديرًا لتفوقهما وتميزهما في
الأداء، بعد أن تخطيا أربع مراحل مع 18 مشاركًا من الأطفال.
وحاول أطفال غزة من خلال كلمات "حب الوطن والحريّة والسلام"، إحياء الأمل في نفوسهم من جديد، عبر قصائدهم وأغانيهم الوطنيّة التي ألقوها بأصواتهم الصغيرة على منصّة فندق المشتل غرب مدينة غزة، بعد مشاركتهم في مسابقة لأجمل الأصوات.
وعبرت الطفلة نجلاء حميد، عن فرحتها قائلةً "منذ زمان كفّ القلب عن الفرح، لذا جئناكم بقلوب جديدة تصلح للغناء، حتى يعلم العالم أن في غزة ما يستحق الحياة، وأن أطفال غزة سيبقون يُغنون للأمل والتفاؤل والمستقبل، ولن نيأس".
وقد اصطفّ أطفال غزة وزهراتها على باب الفندق، بكل براءة وحب، يحملون في أيديهم الورود، مصحوبة بابتسامة جميلة، ليرسلوا من خلالها برقية للعالم، مفادها "إننا مُحبّون للحياة والحرية، وأنه آن الأوان حتى نعيش مثل باقي أطفال العالم".
وانطلقت فعاليات الحفل بحضور شخصيات وطنيّة ودوليّة وقيادات مؤسسات المجتمع المدنيّ، والعديد من أهالي الأطفال المشاركين.
وقال رئيس النادي غسان رضوان، على هامش الحفل، إن المسابقة نجحت بشكل كبير جدًا في اختيار أصوات جميلة لأطفال غزة، وأن الهدف منها هو إيصال صوت الأطفال إلى العالم، بأننا نريد العيش مثل أطفالكم، ولقد غنى الأطفال للحرية والسلام وضرورة رفع الحصار عن غزة، وقصائدهم الشعرية كانت متناسقة ومتناغمة مع القضايا التي تمحورت مواضيعهم حولها.
وأكد رضوان، أن معايير فوز الطفلتين النجار وحميد في المسابقة، ارتبطت بالتصويت ورأي لجنة التحكيم، حيث شكّل تصويت الجمهور المقدّر بـ 60 ألف صوت خلال الأسبوعين الماضيين 60% من نتائج المسابقة، وأن مثل هذه المسابقات تُركز على الوجه المشرق لغزة، كون المواهب التي احتضنتها المسابقة لم يثنِها الحصار، ولم يحدّها سوء الأوضاع المعيشية وقلة الإمكانات الماديّة والفنيّة في غزة، وأن المسابقة لم يرعَها أحد بشكل حصريّ، بل كانت من جهود النادي، إضافةً إلى بعض المساهمات والمساعدات من قبل المؤسسات وبعض الشخصيات.
وعن التحديّات التي واجهت النادي لإخراج المسابقة بشكل يليق بإبداعات الأطفال ومواهبهم، أفاد رضوان، "هذا العمل لم يرعَه أحد بشكلٍ حصريّ، بل كانت من جهود النادي، إضافةً إلى بعض المساهمات والمساعدات العينية من قبل المؤسسات وبعض الشخصيات، وأن النسخة الثانية من المسابقة ستكون خلال الأشهر المقبلة"، داعيًا المؤسسات الداعمة إلى تبني هذه المسابقة ورعايتها، مشيرًا إلى أن لجنة التحكيم الخاصة بالشعر ضمّت شاعرتين وشاعر، كما أن لجنة التحكيم الخاصة بالغناء والإنشاد ضمّت فنانين أيضاً.
جدير بالذكر أن المسابقة انطلقت في شهر أيار/مايو من العام الماضي، وشارك فيها قرابة 300 طفل من محافظات غزة كافة.