غزة ـ محمد حبيب
يستعد وزير السياحة في الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة "حماس" في غزة علي الطرشاوي لعقد مؤتمر صحافي في القريب للإدلاء بكل التفاصيل المتعلقة بالعثور على تمثال يُعتقد انه لإله الشعر الإغريقي "أبولو" في بحر قطاع غزة في آب/ أغسطس الماضي، فيما أفادت مصادر في الوزارة لـ"العرب اليوم" أن الوزير الطرشاوي سيتحدث عن كل ما يتعلق بالتحري عن المعلومات التاريخية عن هذا التمثال، وما
يمكن أن يقوم به الوزراء من اتصالات لعرضه في أحد المتاحف العالمية أو غير ذلك"، في حين يبدي مسؤولو وزارة الآثار التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله قلقهم من بيع التمثال من قِبل الحكومة في غزة.
وكان الصياد الفلسطيني جودت غراب يحاول صيد الأسماك قرب شواطئ غزة عندما عثر على تمثال يعتقد انه لإله الشعر الإغريقي "ابولو" ما لبثت أن صادرته حكومة حماس التي تسيطر على القطاع.
ويروي غراب (26 عامًا) انه في 16 من اب/ أغسطس الماضي وجد التمثال الذي يزن 480 كيلوغراما بين صخور على شاطئ دير البلح. وقال "اعتبرته كنزا وهبة من الله (..) وشعرت ان حياة الفقر ستتغير للأفضل".
وبمساعدة خمسة من أقاربه، أخرج الصياد التمثال بصعوبة بالغة ونقله على عربة يجرها حمار الى منزله الصغير القريب من شاطئ دير البلح في جنوب القطاع.
وبقي التمثال ممًدا على فراش قديم ومزركش وسط منزل الصياد لحين وصول قوات الشرطة التابعة لحركة حماس التي عمدت إلى مصادرته. ويقول الشاب "الحكومة (المقالة) والشرطة علموا بالتمثال وسارعوا بأخذه من البيت".
ويؤكد الصياد الفقير أنه قام بكسر احد أصابع التمثال ظنا منه بأنه من الذهب موضحًا "قمت بفحصه عند خبراء قالوا لي إنه من البرونز الخالص، وثمنه غالٍ جدًا".
الصياد جودت غراب طالب حماس بـ 10% من قيمة التمثال وان يسجل الاكتشاف باسمي، وأوضح "أنا أطالب الحكومة بمكافأة 10 % من قيمته" آملاً أيضًا أن يسجل هذا الاكتشاف الأثري باسمه.
وتظهر صور التقطها مقربون من الصياد وتناقلتها المواقع الإخبارية تمثالاً لشابّ عارٍ بلون أخضر وبُني، ولديه إصبعان، لكن شرطة حركة حماس التي تحتفظ بالتمثال ترفض حتى الآن عرضه أمام الصحافة أو تصويره قبل "انتهاء التحقيقات".
وأكَّدَ نائب رئيس الوزراء في حكومة غزة زياد الظاظا "التمثال موجود لدى وزارة الداخلية لحين الانتهاء من التحقيقات" التي تسير في جميع الاتجاهات لمعرفة مصدر التمثال، مبينًا "نريد معرفة الحقيقة قبل ان نتواصل مع الجهات ذات العلاقة هنا ودوليًا".
وأعلن الظاظا، وهو مهندس معماري عمل في ترميم الآثار في مدينة غزة قبل سنوات "هناك خبراء فلسطينيون يتعاملون مع هذا التمثال ويتحققون إن كان تمثالاً تاريخيًا".
وبحسب الظاظا فان حكومة حركة حماس "ستمنح مكافأة لمن يثبت بأنه قام باكتشاف التمثال، وعند الانتهاء من التحقيقات فإننا سنقوم بتسليم (التمثال) لوزارة السياحة والآثار، والتي ستقوم بالتواصل مع الجهات المعنية الدولية خاصة فرنسا، وهي من الدول المهتمة بالآثار"، موضحًا "نحن معنيون بالحفاظ على الآثار والتاريخ الإنساني".
ومن جهته، يؤكد احمد البرش المدير العام للآثار في حكومة قطاع غزة انه "تم عرض صور خاصة لهذا التمثال على مختصين في متاحف عالمية ودهشوا لرؤيته".
ولم يستبعد وكيل وزارة السياحة والآثار محمد خلة "اعارة التمثال لاحد المتاحف الفرنسية او البريطانية المشهورة في العالم، وهذا أمر قد يدفع الى اتصالات بين الحكومة في غزة وحكومات اجنبية".
أما خبير ترميم الاثار فضل العطل فيوضح ان التمثال "كان موجودًا على الغالب في معبد قديم جدًا في منطقة في قطاع غزة لهذا نحن في حاجة للتنقيب عنه".
وأكَّدّ العطل وهو عضو في مؤسسة التنمية والآثار الفرنسية الفلسطينية بأنه عرض على وزارة الآثار أن تتولى مؤسسته "صيانة وترميم التمثال" وعرضه في متحف الباشا في مدينة غزة، والذي يضم عشرات القطع الأثرية البيزنطية واليونانية والإسلامية "مع "تغطية عورته بورقة توت أثرية، كي لا يتعارض مع القيم الدينية والأخلاقية للشعب الفلسطيني المسلم والمحافظ في غزة".
ويناشد الخبير حركة حماس "عدم تعريض التمثال لأي ضوء أو رطوبة والمباشرة فورا بترميمه" مؤكدا "التمثال حقيقي وهو اكتشاف تاريخي لا يقدر بثمن".
وقال المتحدث باسم الشرطة في قطاع غزة أيوب أبو شعر بان "التحقيقات مستمرة للإلمام بكل التفاصيل وحين الانتهاء منها، سيتم إعلانها للجمهور".
وأعلَنَ مسؤول في وزارة الآثار في غزة بان "وزير السياحة علي الطرشاوي سيعقد قريبًا مؤتمرًا صحافيًا للإدلاء بكل التفاصيل المتعلقة بهذا الاكتشاف العظيم".
وأشار المسئول إلى أن الوزير "سيتحدث عن كل ما يتعلق بالتحري عن المعلومات التاريخية حول هذا التمثال وما يمكن أن يقوم به الوزراء من اتصالات لعرضه في أحد المتاحف العالمية أو غير ذلك".
وأبدى وكيل وزارة الآثار التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله حمدان طه قلقه من بيع أو عدم ترميم التمثال، وأوضح "انه اكتشاف مهم جدًا للعالم ومثير من الناحية العلمية، ولدينا محاولات مع أطراف عدة لمتابعة الموضوع، ولكن القضية التي تعيق عملنا هي سيطرة حماس على السلطة في غزة".