قطر تُشجّع الشباب على مُمارسة لعبة الداما

في الوقت الذي تنتشر فيه مظاهر الحداثة والعصرية، في أنحاء دولة قطر، حيث لا تهدأ حركة البناء، يبقى التراث الشعبي بين الأجيال، فضلا عن الألعاب التي اشتهرت بها قطر قديمًا. وفي سوق واقف، في الدوحة، عند المنطقة التراثية القديمة، يفضل كبار السن ممارسة لعبة "الداما"، التي تمثل عامل جذب لهم، حيث يتنقلون بين لاعب، ومشاهد، ومراقب، خلال تناول القهوة العربية، والتمر، أو الشاي.
لكن أحد الشباب حرص على إحياء اللعبة مرة أخرى بين الشباب والكبار، حيث يؤكد رئيس مجلس الداما، في سوق واقف، محمد سعد السليطي، أنه من عشاق اللعبة، ويمارسها يوميا، بعد أن تعلمها من والده الذي كان يلعبها مع عدد من رواد المقاهي القديمة، يوميًا في وقت العصر بعد الانتهاء من العمل.
وأشار السليطي، إلى أنه يحرص على نشر اللعبة في قطر، خصوصًا بعد وفاة معظم كبار السن من الذين كانوا يمارسونها وابتعاد البعض الآخر عن ممارستها، وعدم معرفة الشباب بها، سيما مع انشغالهم بالأجهزة الإلكترونية الحديثة.
وأوضح أنه يجلس مع الشباب في المقاهي الشعبية ويشجعهم على الإقبال على ممارسة لعبة الداما ويشرح طريقتها لهم، مضيفا أنه وجد إقبالا جيدا من الشباب على تعلمها وممارستها ورغبتهم في المحافظة على تلك اللعبة التراثية وعدم اندثارها كما حدث مع معالم تراثية كثيرة.
وعن ممارسة تلك اللعبة في قطر قديما، قال السليطي إن القطريين كانوا يمارسون هذه اللعبة بعد انتهاء موسم الغوص حيث يعاني الرجال من فراغ كبير، فيتجهون إلى المقاهي ويقضون ساعات النهار في ممارسة اللعبة، لافتا الانتباه إلى أن الديوان الأميري في قطر، سعى إلى إنشاء مجلس خاص في سوق واقف، التراثي في الدوحة ليمارس فيه الرجال والشباب هذه اللعبة التي أخذت تستقطب السائحين من الجنسيات المختلفة.
وأكد أن مجلس الداما يستقطب الزوار من داخل قطر، وخصوصًا طلاب المدارس والجامعات، كما يحرص الآباء والأمهات، عند زيارتهم السوق القديم على اصطحاب أولادهم إلى المجلس للتعرف على جزء من تراث الآباء والأجداد.
وأوضح أن المجلس يعمل على نشر اللعبة من خلال توزيع كتيبات تعريفية مبسطة وواضحة وعبر أقرص مدمجة، تحتوي على معلومات وافية عنها.
وأشار إلى أن لعبة الداما ذات أصل فرعوني وكان الملوك هم الذين يمارسونها ثم انتشرت في دول عديدة ومنها تركيا حيث كانت الشخصيات الكبيرة في الدولة تمارسها قبل أن تنتقل إلى العامة، الذين نشروها في بلاد الشام وشمال إفريقيا، في زمن الخلافة العثمانية ثم انتشرت في الخليج العربي عندما دخل العثمانيون، الدول الخليجية.
وأوضح السليطي أن قطر تنظم بطولات محلية لتشجيع لعبة الداما، وزيادة الإقبال عليها، مثل بطولة رمضان، وبطولة الربيع، وبطولة صيف سوق واقف، وبطولة قطر المفتوحة، وبطولة الفرجان، وبطولة التلاميذ، ثم توسعت في ذلك لتصبح هناك دورات خليجية يشارك فيها من يمارس هذه اللعبة في دول المجلس، خصوصا من دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة.
من جانبه، أشار عضو مجلس الداما، تركي الغانم، إلى أنه نجح في تصميم برنامح خاص باللعبة، على أجهزة الحاسب الآلي، ومن المقرر توزيعها في الدول الخليجية، وتركيا، موضحًا أن هناك إقبالا كبيرا من الشباب في قطر، على ممارستها، بعد أن أصبحت متاحة إلكترونيا.
وأضاف أن هناك تواصلا  بين لاعبي الداما في قطر ونظرائهم الموجودين في بعض دول الخليج عن طريق الحاسب الآلي.