العراقية رغد الصافي

فازت العراقية رغد الصافي، بجائزة غورماند العالمية لكتاب الطهي "Grurmand World Cookbook Award"، والتي توازي جائزة الأوسكار في السينما، عن فئة أفضل كتاب عربي في العالم عن كتابها "المائدة العراقية"، "The Iraqi Table"، عن فن الطبخ العراقي وأكلاته الشهية التقليدية بكل صنوفها وأنواعها. وسيقام احتفال عالمي في الثامن عشر من شهر أيار/مايو المقبل في الصين للاحتفاء بفوز الكتاب.

وكتاب طبخ رغد الصافي، يفتح أعيننا، و"براعم الذوق لدينا"، على ثراء المطبخ العراقي اللذيذ، التي تحتفل بالتقاليد والثقافة والتراث. مثل العديد من المأكولات الأخرى من الشرق الأوسط، المطبخ العراقي أيضًا تأثر يمزج الثقافية والتاريخ السياسي، من الأكديين القديم والآشوريين والبابليين وحتى الإمبراطورية العثمانية، المطبخ العراقي لديه تراث واسعة، وهذا ما يحاول رغد لعرض في هذا الكتاب من خلال وصفات لذيذة ورواية القصص ويحقق ذلك ببراعة.

*تراث من المأكولات

كتاب "المائدة العراقية"، من الكتب الجميلة شكلًا ومضمونًا استمرت مؤلفته رغد الصافي، حوالي 7 أعوام، في كتابته لإظهاره بطريقة تليق بفن الطبخ العراقي الغني عن التعريف جاهدة في الحفاظ على تراث المأكولات العراقية الشهيرة كالدولمة والبرياني والطرشانة والباميا وكبة الحامض. وينقسم الكتاب إلى أقسام مختلفة الشوربات، المقبلات والسلطات والوجبات السريعة، والوجبات الخفيفة بعد الظهر واللحوم والسمك المسكوف والأرز، الكبة، التشريب والحلويات والمعجنات والحلاوة وكل الأصناف التي تمثل مدن العراق، فهناك وصفة من بغداد وأخرى من البصرة المشهورة بأكل السمك ومن النجف وكركوك وغيرها.

وكل صنف من الأطعمة يمثل تاريخًا وحضارة وذكريات عاشتها رغد الصافي في بلدها العراق، وكل أكلة وضعت لها وصفًا تعريفيًا يتضمن شرحًا عن المناسبة التي يتم فيها إعداد تلك الوصفات وبأي منطقة في العراق يتم طبخها.

*مبيعات كبيرة

يحتوي كتاب "المائدة العراقية"، على أكثر من 500 صورة جميلة من الأكلات العراقية الشهيرة ومكتوب باللغة الإنكليزية وبطريقة سهلة ومبسطة بعدد صفحات بلغ (288) صفحة وليتيح للجميع قراءته، وقد حقق الكتاب مبيعات كبيرة ونفذ من الأسواق منذ طبعته الأولى وقامت بإصداره دار نشر مشتركة بريطانية -إماراتية ويعتبر ثاني أفضل كتاب صدر عن هذه الدار.

*فوز لم أتوقعه

تقول رغد الصافي مؤلفة كتاب "المائدة العراقية"، تعلمت فن الطبخ من داخل أجواء العائلة، وأنا سعيدة جدا لأني فزت بالجائزة التي لم أكن أتوقعها ولم أفكر أن أفوز بها يومًا لأني أمثل بلدي العراق وأهدي نسخة وجهود كتابي هذا إلى العراق لأنه ومنذ سنين طويلة بعيد عن المنافسات التي تتعلق بـ"فن الطبخ"، فقد حاولت أن أعطي كل وصفة حقها، لانني أعشق الطبخ وأجيده، والحكاية بدأت خلال فترة وجودي في كندا عندما كنت أعد الطبخات العراقية وأدعو لها مجموعة من الصديقات وكان الكل يندهش ويتلذذ بطبخي وحينها كنت أكتب لهم الوصفات باللغة الإنكليزية البسيطة ومن هنا بدأت فكرة تأليف كتاب عن فن الطبخ العراقي فضلا عن رغبتي في مساعدة المغتربين من الجاليات العراقية في الخارج، خصوصا الجيل الجديد وذلك لعدم وجود كتب تعنى بالطهو العراقي.

*أكلات العربات!

يضم كتاب "المائدة العراقية" فصلا كاملا عن الأكلات الشعبية التي تعرض في (العربات) في الشوارع كاللبلبي، الباقلاء، الشلغم، الجلفراي، الجرك وغيرها حاولت رغد الصافي أن تغطيها جميعا من خلال البحث وجمع المعلومات ليظهر الكتاب بأحسن صورة ومتكاملا من جميع النواحي. عرض الكتاب لأول مرة في مهرجان (طيران الإمارات للآداب ) في العام 2016.

*تاريخ الطبخ العراقي

كتب الطبخ اليوم باتت متيسرة وبشكل كبير في المكتبات ولكن تاريخ الطبخ العراقي أو تاريخ بلاد ما بين النهرين قديم جدا ويعود إلى حوالي 6000 سنة قبل الميلاد إلى السومريين والبابليين والآشوريين حيث ظهرت وصفات لتحضير الطعام الذي كان يعد في المعابد خلال الاحتفالات الدينية وتعد هذه الألواح من كتب الطبخ الأولى في العالم. ثم توالت العصور عندها ظهر "ابن سيار الوراق"، الذي كان مشرفًا على مطابخ دار الخلافة في العصر العباسي، أكتسب خبرة واسعة في مجال الطهي نتيجة لإعداده أصنافًا عديدة من الأطعمة فألف كتابه الشهير (الطبيخ) وهو أول كتاب عربي في العالم فيه ما لذ وطاب من الأكلات الشهية وهو موجود الآن في مكتبة (طوب قابي) في اسطنبول.

أما في العصر الحديث فلم نجد سوى كتاب "دليل الطبخ والأغذية"، للمؤلفة العراقية نزيهة أديب الذي صدر في العام 1965.لكنه لم يختص بالأكلات والوصفات العراقية فقط، بل شمل الكثير من وصفات الطعام الغربية والعربية مثل الفتوش- التبولة وغيرهما. أما كتاب رغد الصافي "المائدة العراقية"، قد أختص بالطبخات العراقية 100% وتقديمها بشكل جميل ومبسط. من الجدير بالذكر أن "رغد الصافي" مهندسة مدنية أكملت دراستها في التصميم الداخلي في فانكوفر في كندا، وتقيم حاليا في دبي مع زوجها وأولادها غادرت العراق في سن الـ28 من عمرها وتنقلت في العديد من المدن في لندن وباكو وعمان وغيرها.