كلميم - صباح الفيلالي
شهدت القاعة السينمائية "الخيمة" في كلميم، جنوب المغرب، مساء الجمعة، حفل افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان كلميم، المُنظَّم من طرف جمعية "الشباب المبدع"، تحت شعار "إبداع يعانق موطنًا"، بحضور عشاق السينما، حيث خصصت الجمعية ديكورًا غاية في الروعة؛ لاستقبال الضيوف السينمائيين، بالإضافة إلى اللوحات الفنية التي قُدمت خلال الافتتاح، والتي تعود إلى لجنة التحكيم، وضيوف المهرجان، من بينهم؛ المخرج، داوود أولاد السيد،
والمخرجة فاطمة بوبكدي، والفنانة أسماء الخمليشي.
وعُرض فيلم الافتتاح لحسن الخر، إلى جانب تقديم مجموعة من الأفلام المشاركة في هذه المسابقة الرسمية، والتي يبلغ عددها 6 أفلام قصيرة، وهي؛ "إنسانية ماشي بزاف"، و"فلاش باك"، و"أحلاهما مر"، و"الوصية"، و"رحلة حلم"، و"القطار يبتعد"، واستغرقت مدة عرضهم حوالي 74 دقيقة و49 ثانية، ونالت الأمسية استمتاع الحاضرين، ولاسيما بعد حالة الركود الفني والسينمائي التي تشهدها الساحة منذ سنوات عدة، كما سيُعرض مجموعة من الأفلام الأخرى، منها؛ "نيزار"، و"منى صابر"، و"ذاكرة معتقلة"، و"اندرومان"، و"الطريق إلى كابول"، و"تم الجامع".
ولن يقتصر المهرجان على بث الأفلام، والتنافس بشأنها فحسب، بل سيشهد ندوات عدة بالشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بحضور مختصين في الكثير من المجالات، بما فيها مجال حقوق الإنسان، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل في الإخراج إلى جانب إقامة معارض للفنون التشكيلية، والصناعة التقليدية، وتنظيم زيارات لضيوف المهرجان إلى المنشآت الحديثة والأماكن الطبيعية والسياحية في مدينة كلميم.
وتجدر الإشارة إلى أن إقليم كلميم، شهد الفترة الأخيرة تنمية في بنيته التحتية وحركة ونشاط كبيرين في الجانبين الاقتصادي والسياحي، ولكن على المستوى السينمائي والمسرحي يعاني من مشاكل عدة، فلا يوجد إلا قاعتين سينمائيتين رئيستين؛ إحداهن مغلقة منذ سنوات، والأخرى أبوابها مفتوحة وتبقى عاجزة عن استقبال أو احتضان أي نشاط حتى لو كان ضعيفًا لرداءتها؛ فما بالك بالتظاهرات الفنية الكبرى، حيث أرغمت الظروف الجمعية على استغلالها في هذا النشاط، والذي يُظهر إلى أي مدى كلميم متأخرة، وغير مبالية بأنشطتها السينمائية والثقافية، حيث تحتاج هذه القاعة إلى إعادة تأهيل من جديد عبر الكثير من الإصلاحات.