الجنادرية 30


أوضح الإعلامي اللبناني الدكتور رضوان السيد أن الرؤية الألمانية تجاه العرب تتسم بالإيجابية، وأن مخيلة الألمان عن الإسلام تغيرت بشكل إيجابي كبير بعد أن اشتغلوا على الإنسانوية تجاه الأديان والأفكار مما أثر ذلك على نظرتهم للإسلام، وأضاف السيد أنه الحروب العالمية مطلع القرن 19 بدأ لدى الألمان النزعة القومية واكتشفوا عظمة العرب وقوميتهم وكتبوا كثيرا عن هذا الموضوع واستشرقوا في بلاد العرب.

وأضاف السيد خلال ندوة الصورة العربية والإسلامية في المخيلة الألمانية التي أقيمت ظهر أمس على هامش المهرجان الوطني للتراث والثقافة بدورته (الجنادرية 30) أن الألمان شبهوا الماضي العربي بالماضي الألماني؛ ولكن بعد الحرب العالمية الثانية كل هذه العوامل الإيجابية تعرضت لبعض المشاكل منها دعم ألمانيا القومي لإسرائيل وانقطاع العلاقات مع العرب في الستينيات حتى عادت بعد توحد ألمانيا.

وذكر الأديب والسياسي الألماني شتايفن فايدنز: تجاربي مع العرب إيجابية ويختلف الأمر مع الألمان برمتهم كون احتكاكي مع الإسلام والعرب أكثر من بقية الألمان، وأشار فايدنز أن هناك إيجابية في مخيلة الألمان عن العرب وهناك جوانب سلبية منها الخوف، مؤكدًا أن صورة العرب في المخيلة الألمانية يصعب تميزها عن صورة المسلمين كون أغلب العرب مسلمين، وكذلك العكس يصعب تمييز صورة الألمان في مخيلة العرب عن صورة الغرب ككل، وأضاف فايدنزك المسلمين في مخيلة الألمان إلى القرن العشرين هم الأتراك، والأتراك يمثلون الخوف في مخيلة الألمان والعرب كانوا هم الأبطال والأسطوريين لدى الألمان.

وزاد فايدنز إن صورة العرب كانت في القرن 19 لدى الألمان إيجابية 100% وأحب الألمان والأوروبيون حكاية ألف ليلة وليلة، وكانت العلاقات الألمانية والعربية إيجابية إلى بعد الحرب العالمية الثانية وانقسمت صورة العرب في أذهان الألمان بعد اكتشاف المجازر ضد اليهود وتضامنت ألمانيا الغربية مع إسرائيل ودعمتها في حين تضامنت ألمانيا الشرقية مع العرب والقضية الفلسطينية. مضيفا أن القضية العربية قضية سياسية وليست دينية كما هو الحال الآن، وأنه بعد توحيد ألمانيا عام 1989 غلبت صورة العرب في الغرب على صورتهم في ألمانيا الشرقية لضعفها وأصبحت ضمن الجمهورية الاتحادية الألمانية، وكانت التسعينيات فترة غير سياسية وانشغل الألمان بأنفسهم ولم ينتبهوا للعرب والمسلمين، وبدأ المثقفون الألمان بالاهتمام بالأدب العربي وترجموه وتم دعوة الشعراء العرب لألمانيا وتحسنت صورة العرب لدى المثقفين الألمان.كذلك شارك الدكتور علي النملة في الندوة بقوله: نحن العرب نحترم الاستشراق ولا نحترم المستشرقين، وانظر للاستشراق بتوجس بحيث ننظر له بأنه يحمل الشر والخير، وأضاف: إن العرب لا يستطيعون أن يبرئوا الاستشراق من بعض المشكلات التي عانت منها الثقافة العربية من المستش
رقين، ولكن يمكننا أن نقول إن إيجابية الاستشراق تغلب سلبيته لأن بعض المستشرقين وخاصة الألمان تحدثوا عن الثقافة العربية بإنصاف ويمكن أن نعتبر المستشرقين الألمان أكثر انصافا للعرب من بقية المستشرقين الغرب كون الألمان لم يطرقوا باب التنصير ولم يخضع استشراقهم لمطامع سياسية بل غلب عليه العلمية.

وأردف النملة: إن الاستشراق الألماني ركز على الحقبة الإسلامية وعلى الثقافة الشرقية، ويعزف المستشرق الألماني الآن عن الإعلام الغربي كون الإعلام يريد للمستشرق أن يقول ما يريده الإعلام.

في المداخلات:

الدكتور محمد آل زلفة: إن الاستشراق موضوع واسع وتعرض في العقود الماضية لهجوم شنيع من الإنسان العربي القومي والإسلامي المتطرف، وأضاف أن ألمانيا الشرقية لم تعرف إلا من خلال تدريب المخابرات العربية القمعية، بينما احتضنت ألمانيا الغربية المثقفين العرب. محمد المحيسن: الباحثون يفرقون بين الثقافة التركية والعربية ولكن هناك عامل مشترك وهو الثقافة الإسلامية، ونتساءل هل الألمان قادرون على التمييز بين الثقافتين العربية والتركية؟