وزارة "الثقافة" العراقية

شارك الفيلم الوثائقي العراقي الألماني السويسري الإماراتي المُشترك "الأوديسا العراقية" للمخرج سمير جمال الدين، ضمن المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي في بلغراد صربيا، والذي بدأ الخميس المُنقضي، وسينتهي الأربعاء المقبل.

ونقل بيان لوزارة "الثقافة" العراقية، الأحد، تلقت "العرب اليوم" نسخة منه، القول عن الناقد والمؤرخ السينمائي مهدي عباس، أنّ "الفيلم الذي بلغت مدته 160 دقيقة "ساعتان و40 دقيقة" يتناول موضوع الهجرة العراقية التي أصبحت ظاهرة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وصور سيارات ملغومة، ونسوة ينتحبن، والشوارع مغبرة ومدمرة، هي صورة العراق المعاصر بعد الاحتلال".

وأشار إلى أنّ هذه الصورة تناقض الحياة النمطية لذكريات العائلة العراقية التي عاشت في العراق في عقد الخمسينيات والستينيات من القرن المُنصرم، والتوجه نحو قراءة الرواية والقصة والشعر، ومشاهدة الأفلام والموسيقى المختلفة، والرجال الذين يلبسون البزات الأنيقة في بغداد التي كانت حينذاك نموذجًا للمدن المعاصرة، مُتسائلًا كيف تغير حال العراق إلى هذه الدرجة".

وأضاف أنّ "المخرج جمال الدين يروي قصة عائلة عراقية، منتمية إلى الطبقة الوسطى والمعولمة في الزمن الراهن الذي شابته الكثير من الانتقادات، كونها حالة غريبة مستوردة ومرفوضة اجتماعيًا، بعد أن باتت مشتتة بين أوكلاند وموسكو ونيويورك ولندن".

وأوضح عباس، أنّ "المخرج اعتمد تقنية الأبعاد الثلاثية في النسخة الإنكليزية للفيلم، مُقدمًا كشفًا في التاريخ العراقي المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى سنوات قريبة خلت، بالرغم من أنه لم يتوسع في عرض تاريخ هذه العائلة بالصور الفوتوغرافية ومراحل تاريخهم، ويبدو الفيلم بهذه النستالوجيا "الحنين لفترة من الزمن الماضي"، وكأنه يُرثي موت الطبقة الوسطى في العراق التي عانت الإقصاء والتهميش إبتداءً منذ عام 1985".

ولفت البيان إلى أنّ "الأوديسا العراقية" حاز على جائزة أفضل فيلم وثائقي آسيوي من مهرجان أبو ظبي السينمائي في دورته الثامنة".

يذكر  أنّ المخرج سمير جمال الدين ولد في بغداد عام 1955 ونشأ في سويسرا وأنجز أكثر من 40 فيلمًا منها "محطة القطارات وملائكتها" عام 2010، و"بياض الثلج" 2005، و"أنس بغداد" 2002، "بحثًا عن وفاة "1999"، و"الجزار" 1996، 1996، و"بابل 2"  1993، وحصدت أفلامه العديد من الجوائز العالمية.