مجلس الأمن

دعا العراق، المجتمع الدولي ومجلس الأمن بإتخاذ موقف حازم ضد تنظيم "داعش" جراء تحطيم الأخير متحف الموصل.

وطلبت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"، عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، إثر نشر تنظيم "داعش"، أمس الخميس، شريط فيديو يظهر تدمير آثار في مدينة الموصل على يد أفراده.

بدوره، صرّح وزير السياحة والآثار عادل فهد الشرشاب، بأنَّ تنظيم "داعش" المتطرَّف تمادى بانتهاك الحرمات وقتله للإنسان ومحو تاريخه في لحظة مؤلمة من تاريخ الإنسانية".

ودعا مجلس الأمن والمجتمع الدولي بإتخاذ موقف حازم ضد عناصر "داعش" المتطرَّف، يتناسب مع جريمتهم الأخيرة في تحطيم آثار متحف الموصل وحرق المكتبات فيها.

وأشارالوزير، إلى أنَّ "الآثار والمخطوطات التي حافظت عليها أجيال وأجيال منذ آلاف السنين أصبحت نهبًا بيد هذه العصابات المتطرَّفة، وأخذت تمعن في تخريبها نسفًا وحرقًا وتحطيمًا".

وشدّد بالقول: "على العالم أجمع أنَّ يقف اليوم بقوة لإيقاف هذه الإبادة الثقافية للموروث الإنساني قبل أن تجهز "داعش" على ماتبقى منه".

بدورها، صرحت مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو"في بيانه، بأنَّ "هذا الاعتداء أكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا أيضًا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرَّف العنيف والنزاع في العراق، قائلةً: "لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي، كمكون أساسي من أمن البلاد".

وأعربت بوكوفا، عن "صدمتها العميقة" تجاه الشريط المصور، مؤكّدة إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين".

وأشارت بوكوفا في بيانها، إلى أنَّ "بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود إلى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، الواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل".

واعتبرت أنَّ "عملية التدمير تخالف قرار مجلس الأمن الرقم 2199 الصادر قبل نحو أسبوعين، الذي يهدف إلى تجفيف الموارد المالية للتنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورية والعراق، ومنها تهريب الآثار".

من جانبه، قال خبراء، إنًّ الآثار المدمرة تشمل قطعًا أصلية، وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، إضافة إلى نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى، والقطع المدمرة آثار من الحقبتين الآشورية والبارثية، وتعود بعضها إلى فترة ما قبل ميلاد المسيح.

من جهته، أدان رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، اليوم الجمعة، تدمير الآثار في متحف مدنية الموصل من قبل عناصر تنظيم "داعش"، مبيّنًا أنَّ تدميرها خسارة كبيرة للحضارة العالمية.

وقال البارزاني في بيانه، إنَّ "تدمير متحف الموصل، وتحطيم الآثار، هي خسارة كبيرة للحضارة العالمية، ونؤمن بأن كل العالم يشاركنا أحزاننا في تدمير آثار الحضارة ميزبوتاميا، الآشورية، الكلدانية، والميدية، الحضارة الإسلامية".

واعتبر رئيس حكومة اقليم كردستان أنّه "مؤشرًا على تطرَّف التنظيم، وخطره على تاريخ وحضارة العالم".

وفي سياق متصل، ناشدت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف، المنظمات الدولية ودوّل العالم باتخاذ موقف دولي من جماعات التطرّف التي تتوسع وتستبيح القتل والتخريب وتستهدف وجود الانسانية.

ووصفت نصيف، التخريب والتطاول على تراث وتاريخ العراق في متاحف محافظة نينوى، بالنهج المتخلف الذي تنفذه جماعات التطرّف بإنهاء الإنسانية التي انطلقت من بلاد وادي الرافدين منذ آلاف السنين ومنها الى دول العالم.

ودعت الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاتحاد الأوربي إلى التحرك السريع مع إصدار قرار أممي لتجنيد دول العالم للقضاء على التطرَّف نهائيًا، ووقف النهج التكفيري الذي أدى إلى الدمار الشامل في المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف.

وشددت، على أنَّ تحطيم الآثار والتاريخ والتراث هو تطرَّف وامتداد للقتل والتهجير والتدمير الذي تمارسه جماعات لا ترتبط بالأديان السماوية والقيم الإنسانية ، وإنهائها لن يتم الا بالتكاتف والتعاون والتحرك الفوري للأمم المتحدة ودوّل العالم قبل أن يتمدد الموج المتخلف إلى تلك الدول.