الأضرار التي لحقت بالآثار السوريَّة

عقدت المديرية العامة للآثار والمتاحف، ندوة تناولت واقع الآثار السورية خلال الأزمة التي تشهدها البلاد أخيرًا، الأربعاء، في المتحف الوطني وأعلنت خلالها عن إطلاق مشروع توثيق الأضرار التي لحقت بالآثار السورية وفق خارطة تفاعلية ستنشر على موقعها  لتكون شاهدًا موثقًا بالصور والأرقام والدلائل على الانتهاكات التي لحقت بالتراث الأثري السوري خلال سنوات الحرب.

وبيَّن وزير الثقافة عصام خليل، في كلمة له خلال افتتاح الندوة، أن الآثار السورية أصبحت هدفًا للمتطرفين الذين يعملون على تخريبها وسرقتها في سياق العدوان على سورية، بما يفضي إلى استقرار المشروع الصهيوني نهائيًا، وفق منظومة سياسية عنصرية تحول الدين إلى قومية وتستدعي الغرائز الطائفية لتفكيك وحدة المجتمع العربي وإنهاكه بحروب عبثية.

ودعا خليل إلى بذل المزيد من الجهد لإعادة ترميم ما تضرر من الآثار، ليعود كما كان قبل العدوان شاهدًا على حقائق التاريخ وهوية الجغرافية وعظمة السوريين.

وتوجه خليل باسم عائلة وزارة الثقافة لكل السوريين الذين حموا آثار بلادهم بالشكر، مؤكدًا أن الوزارة ستكون بكل إمكاناتها وافدًا للجهود المبذولة في هذه المهمة النبيلة. على حد قوله.

وأضاف مدير الآثار والمتاحف، مأمون عبد الكريم، أنَّ أهمية الندوة تكمن في أنها عقدت بهدف تقديم خلاصة عما جرى في سورية من حيث حصر الأضرار عن المواقع الأثرية السورية إلى جانب الكشف عن الأضرار التي لحقت جراء الاشتباكات.

واعتبر الأثري السوري لفت عبد الكريم أن بلاده تعد من الدول العظمى في قضية الغنى بالتراث الثقافي السوري، "قياسًا لعدد المواقع الموجودة في متاحفنا و نوعية مواقعنا الأثرية و التي تجاوز عددها 10 آلاف موقع و خصوصًا في حلب ودمشق".

وتابع "المحزن ما حدث في حلب من كارثة كبيرة ف يحق تراثنا الثقافي لحجم الأضرار التي تعرضت لها، على الرغم من أن الموظفين دائمًا في مواقع عملهم كان عاملا أساسيًا في حماية المقتنيات و خفض الأضرار عن المئات من المواقع الأثرية".

ولفت إلى زحف بعض العصابات المتخصصة في الآثار من دول الجوار إلى الداخل السوري، ما دفع إلى إطلاق نداء دولي لإغلاق الحدود أمام تلك العصابات، مشيرًا إلى أنَّ "لبنان وحدها هي التي استجابت".

وبيّن أن هناك حملات تكفيرية عملت على تدمير عشرات المقامات الدينية، وتابع "لحماية هذه الآثار كان ثمة تعاون بين المجتمع المحلي و الجيش العربي السوري و المؤسسات الثقافية والدينية، إضافة إلى مديريات الآثار في المحافظات، ما أعطى صورة مشرقة عن دفاع السوريين عن إرثهم الثقافي و الحضاري".

ودعا عبد السلام الميداني إلى إنشاء أنظمة قواعد للبيانات الموجودة في المديرية، عبر نظام "التوثيق المتحفي"، لافتًا إلى أنه يوجد في سورية أول قاعدة بيانات تضم المباني والمواقع المسجلة، بالتعاون مع المديريات الموجودة في مديرية الآثار و المباني و دوائر الآثار في المحافظات بهدف توثيق التراث و حصر الأضرار في كل محافظة.