مسرحية "الجميلات"

تابع الجمهور الجزائري مسرحية "الجميلات"، التي أخرجتها الفنانة صونيا، على المسرح الجهوي عزالدين مجوبي في عنابة، وذلك بمناسبة الاحتفالات بعيد "الاستقلال".حيث تروي المسرحية قصة 5 مجاهدات من تجسيد الفنانات، ليندة سلام، لعريني ليديا، هواري رجاء، منى بن سلطان وحنيفي أمال، سقطن بين يدي الاستعمار الفرنسي الذي تفنن في تعذيبهن بشتى الوسائل، وترجمت على مدار ساعة ونصف بين جدران السجن، وصورت معاناة السجينات اللائي يروين قصصهن وقصص مجاهدات أخريات عرفنهن، ومجاهدات قضين أثناء تأدية واجبهن، لينتهي على أنغام نشيد "من جبالنا" بأصوات البطلات، الأمر الذي حمس المجاهدات الحاضرات في القاعة للرد عليهن بأناشيد ثورية.
يذكر أنّ، النص الذي كتبته نجاة طيبوني، كان باللغة العامية، واختلف باختلاف لهجات الممثلات، وتقلب بتقلب الحالة النفسية للسجينات بين الثورة، الغضب، الدلع، الحزن والمزاح، وتجسدت عبر تلك اللغة البسيطة أحلام ساذجة للبطلات بلغت حد الحلم بالزغردة عقب الاستقلال.
بينما لجأ هبال البخاري، في العرض إلى استخدام "سينوغرافيا" متحركة، فإضافة إلى هيكل سجن "سركاجي" بأسواره السوداء العالية التي يمر أمامها السجان بين تارة وأخرى آمرًا السجينات بالصمت.
ورافق كل بطلة، باب سجن حديدي متحرك لازمها طوال فترة العرض، وتوافقت هذه الأخيرة "السينوغرافيا" مع "الكوريغرافيا" التي صممها توفيق قارة، حيث جسدت الجميلات بتمايل أجسادهن المتدثرة بأثواب السجن الرمادية والمصطبغة بدمائهن التي سالت إثر التعذيب المستمر، واللوحات المعبرة التي حملت مشاعر مختلفة جمعت بين الألم، الفرح، والمقاومة.