تنظيم "داعش" المتطرف يهدم ديرًا تاريخيًا

أقدم تنظيم "داعش" المتطرف، على هدم دير مسيحي تاريخي في وسط سورية، بعد سيطرته، قبل أكثر من أسبوعين، على مدينة القريتين في ريف حمص التي يقع فيها، وخطفه نحو 230 مدنيًا من سكانها، وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في تصريح صحافي، أنّ  تنظيم "داعش" هدم، الجمعة، دير "مار اليان" الواقع في مدينة القريتين داخل ريف حمص مستخدمًا الجرافات، حجة أنّه "يعبد من غير الله"، أي ما يخالف عقائده الدينية.

ونشر التنظيم، صورًا تحت عنوان "هدم دير مار اليان"، تظهر الدير وجزءا من محتوياته، وأخرى تظهر جرافة تعمل على هدم جزء منه، ويأتي هدم الدير بعد سيطرة التنظيم في الخامس من آب/أغسطس، على مدينة القريتين وخطفه 230 مدنيا من سكانها بينهم 60 مسيحيا، أفرج عن 48 منهم على دفعات.

وأكد المرصد الآشوري لحقوق الإنسان، هدم التنظيم للدير التاريخي التابع للسريان الكاثوليك الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الخامس، موضحًا أنّ مصير رئيس الدير الأب جاك مراد لا يزال مجهولًا، منذ اختطافه في 27 أيار/مايو الماضي، حيث خطف ثلاثة مقنعين الأب من الدير، بعد سيطرة التنظيم في 21 أيار، على مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص.

 وتحول الدير الذي نشطت فيه خلال العقدين الأخيرين الرهبنة التابعة للأب الإيطالي باولو دالوليو المخطوف منذ تموز/يوليو 2013 في مدينة الرقة (شمال) معقل تنظيم "داعش"، إلى مقصد للزوار والمصلين، وبات مركزًا للحوار بين الأديان في قلب مدينة القريتين التي تعد بدورها رمزًا للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في وسط سورية.

وشكل الدير ملجأ للنازحين عند بدء المعارك في مدينة حمص قبل عامين، وتعرضت كنائس ومقامات دينية عدة في سورية إلى التفجير والهدم على يد "داعش"، حجة أنها تعارض معتقداته الدينية، وكان آخرها تفجيره كنيسة السيدة العذراء في محافظة الحسكة في نيسان/ابريل، ومزاري محمد بن علي والعلامة التدمري أبو بهاء الدين في مدينة تدمر في تموز.