مركز الشارقة الإعلامي

استضاف مسرح المجاز التابع لمركز الشارقة الإعلامي، مساء الاثنين الماضي، العمل المسرحي الغنائي "الظلال"، الذي شارك فيه نخبة من الفنانين والممثلين والموسيقيين، ووجهت من خلاله الشارقة رسالة محبة وسلام إلى العالم أجمع.

وشهد العرض حضور رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام  الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، ونخبة من الإعلاميين والسياسين ونجوم الفن وضيوف وزوار الشارقة المشاركون في المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، والذي اختتم أعماله أيضًا مساء الاثنين، ومن أبرزهم قائد عام شرطة الشارقة اللواء حميد محمد الهديدي.

كما حرص على الحضور ممثل الرئيس ميشال سليمان وسفير ليبيريا لدى دولة الإمارات بشارة خيرالله، ووزير الإتصال والناطق الرسمي السابق في المملكة المغربية مصطفى الخلفي، والإعلاميين جورج قرداحي وجهاد الخازن وراغدة درغام وريتا معلوف وزينة يازجي ونيشان ديرهاروتيونيان ومنى أبو سليمان، وعدد كبير من الشخصيات والضيوف.
 
وشارك في المسرحية الغنائية التي كتبت كلماتها الدكتورة والإعلامية اللبنانية نادين الأسعد، ولحنها الفنان البحريني الكبير خالد الشيخ، وأخرجها اللبناني منجد الشريف، ومحبوب العرب والفنان السوري حازم شريف واللبنانية كارول عون، إضافة إلى فرقة "إنانا" السورية.

وتضمن العديد من اللوحات الشعرية والغنائية، من قصائد الأسعد وعدد من كبار الشعراء العرب، كما تخللتها مشاهد تمثيلية من الحياة القديمة والمعاصرة، وعروض من الفولكلور السوري واللبناني.
 
وانطلق العرض بكلمة ترحيبية لأسامة سمرة، شكر خلالها ضيوف الشارقة على مشاركتهم في الدورة الرابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، التي كانت من أنجح دورات المنتدى وأكثرها تغطية وتفاعلًا من قبل المشاركين والمتخصصين ووسائل الإعلام.

وأكد أنّ المسرحية الغنائية "الظلال" تهدف إلى التركيز على جماليات الحياة، لتبث لمسة تفاؤل في هذا العالم الذي أعيته الحروب والصراعات، مُشيدًا بسرعة إنجاز العمل بفضل تعاون الفنانين والموسيقيين والفنيين وإلتزامهم بإقامته على هامش اليوم الختامي للمنتدى.
 
وابتدأت لوحات المسرحية الغنائية بقصيدة الشارقة، بصوت الشاعرة الدكتور نادين الأسعد، قبل أنّ تغنيها كارول عون بمشاركة حازم شريف، ونحو ثلاثين ممثلًا بأزياء مستوحاة من التراث الإسلامي، وهو أضفى على المسرح حضورًا راقيًا يعبّر عن مكانة الإمارة الثقافية والتراثية ورسالتها الحضارية إلى العالم.

ومن وحي العلاقة التاريخية الطويلة بين الشارقة والكتاب، امتدت اللوحة الثانية من المسرحية لتتضمن قصيدة "قلي الورق" ألقتها الأسعد على وقع مشهد ثري بالتفاصيل المستمدة من بيئة حياة الكاتب التي يحضر فيها القلم والورقة والكتاب.

وتحوّل المسرح في اللوحة الغنائية الثالثة إلى شاطىء، توزع الصياديون على ضفافه يمدون صنانير الصيد، فيما فضل بعضهم أن يمد شباكه لعلها تصطاد شيئًا من خير البحر، وفي وسطهم وقفت الفنانة كارول عون، تغني "مثل حال الشط".

وتوالت اللوحات مع إحدى أشهر قصائد الشاعرة الدكتور نادين الأسعد، والتي تحمل عنوان ديوانها الأخير "ظل القصيدة"، وحلّقت فيها الشاعرة في عالم العشق والغرام على وقع موسيقى غربية، غلب عليها صوت الجيتار الكهربائي في إيقاعات سريعة شبيهة بنمط الحياة الغربية.
 
وفي لوحة أخرى تمثل مقهى شعبيًا بإحدى حارات المدن العربية، توزعت عدة طاولات على خشبة المسرح وحولها شباب يتسابقون لتقديم وردة لفتاة جميلة، قبل أنّ يدخل حازم شريف بينهم مقدمًا أغنية "ما بتقدر تمرق مرقة"، وتلتها قصيدة "العشق نار" بصوت الشاعرة الدكتور نادين الأسعد، سبقتها بأغنية "حبك نار" لعبد الحليم حافظ، ومن ثم قصيدة أخرى بعنوان "رأيتكِ"، التي رافقتها مشاهد من العصر الجاهلي، يوم كانت ليلى العامرية تهيم عشقًا بابن عمها قيس بن الملوح.
 
وتناسبت برودة الجو في مسرح المجاز مع اللوحة الغنائية التي حملت عنوان "الطقس" بدأتها الدكتور نادين الأسعد بمطلع من أغنية "رجعت الشتوية" لفيروز، على وقع صوت الرعد والريح ومشاهد تمثيلية بثت في نفوس الضيوف احساسًا مضاعفًا بأجواء الشتاء الباردة التي لم يتعودوا عليها في الشارقة.

ولكنها حضرت في الواقع وعلى المسرح وتواصلت أجواء الشتاء ولكن هذه المرة مصحوبة بالثلج مع قصيدة "بالموقدة"، وهي وسيلة التدفئة التقليدية في بلاد الشام، والتي يعلو فيها صوت الحطب المشتعل على صوت الرعد في أيام البرد ليمنح المحيطين به الدفء.
 
وانتقلت الشاعرة إلى مشهد من أحد البيوت العتيقة، التي يعلو فيها صوت هاتف قديم، لكن الرنين يواجه بالصمت، فتدخل الدكتور نادين الأسعد المكان فجأة وهي تغني "كم تكذبينَ!" يرافقها حازم شريف والكورال، وتبعت المشهد لوحة غنائية أخرى، عبارة عن دويتو باليه بين كارول عون وحازم شريف بعنوان "الصبح".

وتتالت اللوحات مع قصائد "شاعرة الأحلام"، و"غلام"، و"عم رقص الكلمات"، ليختتم العمل بأغنية "معي أرزٌ" بحضور جميع الممثلين والعارضين الذين شكلوا صفين مائلين على اليمين واليسار، دخل بعدها الفنانون حازم شريف وكارول عون والدكتور نادين الأسعد، ومن ثم الملحن خالد الشيخ، والمخرج منجد الشريف، وسط تصفيق الحضور وإعجابهم بهذا العمل الفني المميّز.
 
وقالت نادين الأسعد، "شرف كبير لي أن يقام هذا العمل المسرحي الغنائي على أرض إمارة الشارقة، عاصمة الثقافة وواحة الفنون، وأمام ضيوف كبار من الشخصيات الرسمية ونجوم الإعلام والفن، وقد اخترت هذه الإمارة الجميلة موقعًا لإقامة هذا العمل باعتبارها إمارة الشعراء والكتاب والمثقفين، والمكان الذي تعيش على أرضه جميع الجنسيات في أمان ومحبة وسلام".

وتابعت: "أتمنى أن يستمتع الجمهور في العرض المقبل الذي يقام مساء الجمعة بعملي هذا الذي يشاركني فيه فنانون ومبدعون من عدة دول، التقت قلوبنا وعقولنا وأرواحنا على أرض الشارقة لنقدم عملًا لا يُنسى".
 
وسيقام العرض الثاني من المسرحية الغنائية "الظلال" في الساعة التاسعة من مساء الجمعة المقبل وتتوفر تذاكر الحفل حصريًا من خلال "تيكيت ماستر" على الموقع الإلكتروني www.ticketmaster.ae، وهي متاحة بثلاث فئات: 100 درهم، و200 درهم، و300 درهم، ويمكن دخول المسرح لجميع الأعمار.
 
ويعتبر مسرح المجاز، الذي افتتح في آذار/مارس من العام الماضي ليكون المقر الرسمي لاحتفالات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014، الأول من نوعه على مستوى المنطقة، حيث صمم بشكل يضاهي المسارح الرومانية، فهو مسرح نصف دائري، مقام على مساحة تبلغ 7238 مترًا مربعًا.

وبلغت كلفة إنجازه 120 مليون درهمًا، وهو يتسع لنحو 4500 متفرجًا، وتتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم، ويستضيف المدرج الفعاليات الثقافية والفنية الدولية، ويتكون من قاعات مؤتمرات وصالات فنية ومتاجر ومسطحات خضراء، كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة.