معرض الربيع

شهد عام 2015 عودة الحياة للفن التشكيلي في سورية، ما أرجع لمعرضي الخريف والربيع السنويين بريقهما، عبر أعمال قدمت بسويات فنية أفضل، خصوصًا في معرض الربيع الذي يضُم التشكيليين تحت سن أربعين عامًا.
وخرجت الأعمال من دائرة الطرح المباشر للحرب فتنوعت المواضيع والتقنيات، وصار الطرح أكثر عمقًا ونضجًا.

كما نشطت مديرية الفنون الجميلة في مجال الملتقيات التشكيلية المنوعة بين التصوير الزيتي والنحت بأنواعه فشهدت عدة محافظات فعاليات عدة، منها ملتقى النحت على الخشب، وملتقى النحت الدائم، وملتقى مهرجان الشيخ صالح العلي في محافظة طرطوس، وملتقى أغافي في اللاذقية، وملتقى التصوير الزيتي في دمشق، وغيرها من الملتقيات التي قدمت حراكًا فنيًا وثقافيًا غنيًا نتج عنه أعمال تشكيلية ذات قيمة عالية، خصوصًا تلك التي زينت ساحات وشوارع المدن والقرى التي احتضنت تلك الملتقيات.

وجاءت هذه الملتقيات بعدد أكبر وسوية فنية أعلى من تلك الملتقيات التي شهدتها الأعوام المُنصرمة، كما انتعشت بعض الصالات الفنية الخاصة في عام 2015 فمنها من أعاد فتح أبوابه، واستضافت معارض مشتركة وفردية، ومنها من استضاف ملتقيات تشكيلية، وورشات عمل فنية، وحققت هذه الفعاليات حضورًا جيدًا من قبل الجمهور المتابع للشأن التشكيلي.

كما كان لافتًا افتتاح صالات فنية خاصة جديدة في عدة محافظات منها اللاذقية وطرطوس والسويداء ما عكس حالة ثقافية معبرة عن عمق الوعي لأصحاب هذه الصالات في أمل أن تكون بادرة تحرض على المزيد من هذه المشاريع الثقافية للاستثمار فيها.

وعلى مستوى التواجد الخارجي للفن التشكيلي السوري كان هناك مشاركات كثيرة لأسماء لامعة في التشكيل السوري في الكثير من مدن العالم سواء في معارض فردية أو ملتقيات تشكيلية أو مسابقات ومعارض جماعية إلى جانب حضور الأعمال التشكيلية السورية في أهم المزادات العالمية، والتي تثبت يومًا بعد يوم قوة حضورها في هذه المزادات، وتُحقق أعلى الأرقام في أسعارها وتصنيفها العالمي، وهذا يعود إلى أهمية الفنان التشكيلي السوري، وقيمة ما يقدمه من فن يحمل تراثًا وحضارة.

وجاء افتتاح المركز الوطني للفنون البصرية مع الربع الأخير من عام 2015، ليتوج عملًا طويلًا وتحقيقًا لحلم التشكيليين السوريين بامتلاك مكان فني بمواصفات عالمية قادر على استضافة أهم الأعمال الفنية العالمية بما يحويه من شروط عرض مثالية بالمقاييس العالمية مع كل إمكانات الحماية من جميع الأخطار مع قدرته على استضافة ورشات عمل متنوعة بأغلب التخصصات التشكيلية.

ويتمتع المركز عبر مساحته البالغة 1300 م2، بقاعات متعددة للمحاضرات، ومكتبة غنية تضم عددًا كبيرًا من الكتب القيمة في الفن التشكيلي والفنون والثقافة إضافةً إلى وجود مسرح كبير قادر على استضافة العروض المسرحية والحفلات الموسيقية.

وغير بعيد عن ذلك، افتتح إتحاد الفنانين التشكيليين هذا العام قاعة معارض جديدة تحمل اسم الفنان الراحل لؤي كيالي في صالة الرواق العربي في العفيف، تكريسًا لسيرة هذا الفنان الذي اُعتبر في نظر جميع النقاد أحد أهم التجارب الفنية التي أفرزها الحراك التشكيلي السوري المعاصر.