أبوظبي - العرب اليوم
تنطلق فعاليات الدورة الـ12 من المعرض الدولي للصيد والفروسية أبوظبي2014 يوم الأربعاء المقبل، برعاية ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس نادي صقاري الإمارات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ، بدعم من لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي، وبتنظيم من نادي صقاري الإمارات وشركة "إنفورما" للمعارض، وبدعم من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وبرعاية من مهرجان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الأصيلة، ومجلس أبوظبي الرياضي، وشريك قطاع أسلحة الصيد "توازن"، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض في الفترة من 10 إلى 13 أيلول/ سبتمبر الجاري.
وتعقد اللجنة العليا المنظمة للمعرض، مؤتمرًا صحافيًا الأحد – في فندق إنتركونتيننتال أبوظبي 12 ظهرًا، للإعلان عن تفاصيل الدورة المرتقبة والجديد فيها وبرنامج الأنشطة والفعاليات، والتحاور مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولي
وأكد رئيس اللجنة العليا المنظمة ومستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، محمد خلف المزروعي أنّ دولة الإمارات لم تألُ جهدًا في دعم مشاريع الحفاظ على التراث، وصون ركائزه التي تعد جزءًا مهمًا من ثقافتنا وتاريخنا العريق، وفي مقدمتها الصقارة والفروسية والحرف اليدوية والفنون الشعبية والبيئة البرية والبحرية.
ونوّه بأنّ دولة الإمارات قد تمكنت من تحقيق نجاح باهر في مجال صون عناصر التراث غير المادي، حيث حصلت الصقارة في العام 2010 على أرقى وأهم اعتراف عالمي كتراث ثقافي إنساني باستيفائها لكافة الشروط والمعايير الدولية لاعتبار عنصر من العناصر الثقافية تراثًا أصيلًا، ومتميزًا يعبر عن اعتزاز الدول والجماعات والأفراد به باعتباره أحد المكونات الرئيسية لثقافتهم وهويتهم، حيث أدرجت منظمة اليونسكو الصقارة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
وأكد أنّ إنجاز ملف الصقارة بالتعاون مع جهات حكومية عدّة وبالتنسيق مع 12 دولة عربية ودولية على مدى أكثر من 5 سنوات، باعتبار الصقارة كنموذج من التراث الدولي الإنساني المشترك بين دول العالم، يُلبي توجهات المسؤولين في دعم كل جهد دولي يسهم في حماية التراث الإنساني وتوفير أسس التعاون المشترك بين مختلف الشعوب والحضارات، في إطار استراتيجية الحفاظ على التراث الثقافي العريق لإمارة أبوظبي.
وقال المزروعي إن دولة الإمارات بدأت اهتمامها بصون الصقارة كتراث إنساني من العام 1976بشكل خاص، عندما نظمت أبوظبي أول مؤتمر دولي للحفاظ على الصقارة وصونها
وأضاف "ينظر إلى اهتمام دولة الإمارات بالتراث عامة، وتراث الصقارة بخاصة، على أنه من الوسائط الفاعلة التي تسهم في مدّ الجسور بين الشعوب، وفي تعزيز سبل التقارب والحوار بين الثقافات الإنسانية المعاصرة
ويعتبر المعرض الدولي للصيد والفروسية الذي ينظمه سنويًا منذ العام 2003 نادي صقاري الإمارات، أحد أهم المحاور التي ساهمت في تسجيل الصقارة في اليونسكو، حيث أكد صقارو الإمارات أنه ونظرًا لتأصل الصقارة في ثقافتنا واعتبارها أحد الرموز الرئيسية في هويتنا الوطنية، إيمانهم بأن إدراجها من شأنه أن يعزز إبراز هذا التراث والترويج له على المستويين المحلي والعالمي، كما يشجع هذا الإدراج أجيالنا الشابة مستقبلًا على تعلم وممارسة الصقارة، وأن يكونوا فخورين بها كعنصر هام من عناصر تراثهم الوطني.
و شهد المعرض على مدى دوراته الـ 12 تطورًا مُذهلًا ، وأقيمت دورته الأولى في العام 2003 بمشاركة 40 شركة من 14 دولة على مساحة 6000م2، وحضر فعالياته أكثر من 45 ألف زائر، وقد وضعت تلك الدورة التاريخية الدعائم الأساسية لنجاح المعرض المتواصل على مدى السنوات الماضية
واليوم في الدورة الجديدة (أبوظبي 2014)، يُشارك في المعرض أكثر من 640 شركة من 48 دولة على مساحة 39 ألف متر مربع، ليتضاعف عدد العارضين المشاركين 16 مرّة، ومساحة المعرض بما يُقارب 7 أضعاف.
و انطلق المعرض الدولي للصيد والفروسية بأبوظبي في دورته الأولى العام 2003، وتم تنظيم المعرض الدولي للصيد والفروسية – أبوظبي 2004 والذي لاقى نجاحًا وإقبالًا كبيرين، مما شجع اللجنة المنظمة على مواصلة السعي الدؤوب لإظهار المعرض في أفضل وأرقى المستويات، وتعزيز جهوده في ترسيخ الصيد المُستدام ودعم وتشجيع استراتيجية الحفاظ على التراث والتقاليد والقيم الأصيلة التي تتميز بها دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد المزروعي أن استشراف الشيخ زايد مبكرًا الحاجة إلى إحداث توازن بين الحفاظ على التراث العريق للصقارة والصيد بالصقور، وبين التأكد من بقاء الصقور وطرائدها في البرية على المدى البعيدة.. وتوصلت رؤيته المتفردة إلى ما عرفه حماة الطبيعة المعاصرين لاحقًا بالصيد المستدام، وبذلك فإن الشيخ زايد لم يسبق جيله فقط، لكنه تفوق بمراحل بعيدة على دعاة حماية الطبيعية العالميين. وفي منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، أصبح الشيخ زايد الصقار صاحب الدور الريادي في المحافظة على الطبيعة من منطلق رؤية شاملة تهدف لبناء المجتمعات الصديقة والحياة الفطرية، وعلى المستوى الاجتماعي جسد زايد بلا منازع الصورة المثالية للصقار العربي وذلك لصدق حدسه ومعرفته الواسعة بالطبيعة، مما مكنه من الفوز بإعجاب وحب أفراد مجتمعه البدوي.
وأدخل الشيخ زايد جانبًا إنسانيًا في مفاهيم رياضة الصيد بالصقور التي اعتبرها تراثًا لا يقدر بثمن. وبمواصلة شغفه بالصقارة، نمت مهارات الشيخ زايد الفائقة والمنقطعة النظير، كما وصفها بذلك المستكشف البريطاني السير "ولفيريد زيسقير" الذي شاركه الصيد قبل خمسين عامًا ماضية.
وقد مثل زايد لدعاة حماية الطبيعية قيمًا خالدة من منطلق قناعاته وتجاربه، لقد أحب الطبيعة والحياة البرية على نحو غير مسبوق، عبر عنه الصحافي البريطاني المشهور باتريل سيل الذي قابله في العام 1965م في مدينة العين حينما كان حاكمًا لها، فقال: (إن الشيخ زايد يعرف كل حجر وكل شجرة وكل طائر يصل إلى منطقته، وفوق كل ذلك، فهو يدرك أهمية المحافظة على كل نقطة ماء ويحسن استثمارها، وهو شغوف بزراعة الأشجار، وفيما يتعلق بوسطه الاجتماعي، فإنه لا ينظر للصقارة كرياضة فردية مجردة، وإنما يعتبرها فرصة للرفقة والأنس. وعلى غير ما جرت عليه العادة في بلدان العالم الأخرى، فإن الصقارة العربية ممارسة اجتماعية، ولمهارته في الصقارة على طريقته الخاصة، أصبح قريبًا من قلوب وعقول مواطنيه. لقد كانت صلة المودة التي ربطته بشعبه إحدى أسباب تلك المحبة والشهرة التي لم يحظ بها قائد آخر في المنطقة بأسرها.
ومن أهم مبادرات الشيخ زايد في هذا المجال تنظيم مؤتمر الصداقة العالمي الأول للبيزرة والمحافظة على الطبيعة في مدينة أبوظبي في آواخر عام 1976م ، والذي جمع للمرة الأولى بين صقاري الجزيرة العربية ونظرائهم في أميركا الشمالية وأوروبا والشرق الأقصى، و كان المؤتمر منطلقًا حقيقيًا للاستراتيجية التي وضعها الشيخ زايد بهدف حشد الصقارين ليكونوا في طليعة الناشطين أصحاب المصلحة الحقيقية للمحافظة على الطبيعة.
وشهدت الجزيرة العربية في ذلك الوقت ظهور الصقور المكاثرة في الأسر في أوروبا ليبدأ نهج جديد سلكه معظم صقاري الإمارات اليوم باختيارهم للصقور المنتجة في الأسر وتفضيلها على استخدام الصقور البرية، الأمر الذي يقلل من تأثير ضغوط رياضة الصيد بالصقور على المجموعات البرية.
وفي مستهل الثمانينات، قام الشيخ زايد بإنشاء مستشفى الصقور في الخزنة خارج مدينة أبوظبي، ثم تم فيما بعد إنشاء مستشفى أبوظبي للصقور في العام 1999م.
وفي مجال حماية الأنواع كان الشيخ زايد أول من أدرك المخاطر التي تواجه أنواع الطيور والحيوانات، فقام بإنشاء عدة مشروعات لحماية الأنواع، وبتوجيهات منه بدأ برنامج إكثار الحبارى الآسيوية في الأسر في حديقة حيوان العين بدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1977م حيث أعلن في عام 1982م عن تفقيس أول فرخ في الأسر في دولة الإمارات، وفي عام 1989م بدأ المركز الوطني لبحوث الطيور الذي أصبح فيما بعد جزءًا من هيئة البيئة برنامجه الطموح لإكثار الحبارى الآسيوية.
وقد أرسى الشيخ زايد تقليد إعادة إطلاق العديد من صقوره إلى البرية في نهاية موسم الصيد، حيث بدأ برنامج زايد لإطلاق الصقور في عام 1995م ، حيث أطلق المئات من صقور الحر والشاهين التي نجحت في العودة إلى حياتها البرية الطبيعية بعد إطلاقها على مسار هجراتها الأصلية في باكستان وأواسط آسيا.