متحف هيبون

يعتبر متحف "هيبون" شرق الجزائر، من أهم المتاحف التي تتوفر على مجموعة هائلة من الآثار المتمثلة في الأواني الفضيَّة والنحاسيَّة ولوحات فسيفسائيَّة للحقب التاريخية المختلفة، التي مرت بها عنابة الجزائريَّة.
والمتحف في مجمله يكشف عن شعاع حضاري وذوق فني مميز لـ 6 حضارات منها النوميدية، الفينيقية، الرومانية، البيزنطية، الواندالية والإسلامية. وهو ما يمكن أنّ يلمسه الزائر من خلال أدوات الحياة اليوميّة التي اجتمعت في قاعة ثالثة كشاهد عيان على أنماط عيش وثقافات مختلفة، منها مصابيح زيتية، قوارير عطر، علب لمساحيق الزينة ومجوهرات، أدوات جراحة طبية، أنفورة للزيت والماء، مقابض اليد.


ويعد مسجد "أبي مروان" أحد أبرز المعالم في المدينة، والذي تأسس قبل أكثر من 10 قرون، وشرع في تصميمه في أواخر النصف الثاني من القرن الرابع للهجرة، وبني عام 425 هـ في عهد الدولة الزبيرية إبان حكم المعز بن باديس الصنهاجي، وتحت إشراف المهندس الأندلسي أبو ليث البوني، أخذت هندسته من الطراز الأندلسي وبني على ركائز اسطوانية، كما كان المسجد يؤدي أدوارًا متميزة توزعت بين العلم ورد الهجمات العسكرية، فهو بمثابة مؤسسة علمية، دينية وحربية، اتخذ هذا المعلم اسم أبي مروان نسبة إلى عبد الملك بن مروان بن علي الأزدري المولود في إشبيلية، وحوّل المسجد إبان الاحتلال الفرنسي في 1830 إلى مستشفى.
وفي قاعة التماثيل، تنتصب تماثيل عدة ترجع إلى القرون الميلادية الأولى، لتعكس الفكر الروماني، الذي كان يصنع آلهة لكل الأمور التي يتفاوت فيها البشر كالذكاء والقوة، حيث نجد باكوس إله الخمر، فينوس إله الجمال وإله الحكمة عند الرومان.
وعلى جدار القاعة، يوجد فسيفساء عن إله البحر والمحيطات، تعود إلى القرن الرابع ميلادي، وتحت الفسيفساء قبر يمتد تاريخه من القرن الأول ميلادي مصنوع من الرخام الوردي، الذي يدل على أنه ملك للأغنياء، وهو لامرأة تسمى فلافيا بوليس أهداه لها زوجها، وعلى القبر دونت بالإغريقية عبارة ‘’أرق النساء’’ التي تدل على أنها الزوجة المفضلة لصاحب الهدية.
وتوجد فسيفساء أخرى في القاعة من القرن الرابع ميلادي، تروي قصة سيدنا نوح عليه السلام والحيوانات التي رحلت معه في السفينة كالغزالة والثور. كما يوجد نصب تذكاري لبذلة حربية مصنوعة بالبرونز تنسب إلى الملك يوليوس قيصر صاحب أقصر خطاب في التاريخ وأول من وضع رزنامة.
وفي قاعة أخرى، توجد لوحات من الفسيفساء منها واحدة تعود للفترة العباسيَّة، وتدل عليها أشكالها الهندسيَّة.