مركز "مرايا" للفنون

يقدم مركز "مرايا" للفنون ومؤسسة "بارجيل" للفنون معرضين نوعيين يُقامان بالتزامن في مساء الأول من شهر آذار/ مارس لهذا العام.

ويحمل المعرض الأول اسم "اللهجة" والثاني "مفكرة: هوامش" ، ويقاما في معرض "مرايا" ومؤسسة "بارجيل" للفنون، بالإضافة إلى حديقة "مرايا" للفنون في واجهة المجاز المائية.

ويُقام معرض "اللهجة" بإشراف الناقد والقيّم الفني مرتضى فالي، وتأتي فكرة المعرض من الافتراض المثير بأن اللهجة تمثل علامة دائمة أو دليل يشير إلى الاختلاف الثقافي والهوية الفردية في عصر العولمة، إذ أكد تحليل لتأثيرات العولمة، تركز على النمو المتصاعد في مجالات الإعلام، والتمويل، والتكنولوجيا في كافة أنحاء العالم، بأنَّ العولمة أدت إلى نمو الانسجام الثقافي، وفقدان الشخصية الفردية.

ومن هنا تشير الأعمال الفنية في "اللهجة" إلى وجود روح جوهرية داخلية في صميم كافة الثقافات، تسعى جاهدة إلى التشبث بالثقافة، وتقاوم عوامل الترجمة بين الثقافات.
ويهدف المعرض إلى عرض اللهجة بحيث تبدو أكثر بكثير من مجرد ظاهرة لغوية بحتة، ويتفحص كيف تتجاوز عمليات الترجمة بين الثقافات حدود اللغة، لتصل إلى أبعاد أخرى مثل الصور، والأصوات، والروائح، والأذواق، وعرض كيفية استكشاف اللهجة في الأزياء والديكور الداخلي.

ويمكن تصور اللهجة بأنَّها لون يؤكد على التنوع، و"قطعة زينة يتم من خلالها التعبير على الاختلاف على الجسد، وتقديمه بصريًا"، وفضلًا عن ذلك، فإنَّ التركيبة السكانية متعددة الثقافات لمجتمع الإمارات، ونزعته العالمية المميزة، حيث الأماكن الاجتماعية والثقافية محددة، في بعض الأحيان، بلهجات، تتيح لمعرض "اللهجة" بيئة مثالية ونابضة بالحيوية لدراسة هذه النظرية واستكشاف المزيد عنها.

ويقدم معرض "مفكرة: هوامش" نسخته الثانية في مؤسسة "بارجيل" للفنون، بمناسبة مرور خمسة أعوام على انطلاقتها، ويسلط الضوء على الكم الهائل من القصص التي تشكل معرضًا، ويركز العرض على الطرق والأساليب المستخدمة في مشاهدة، وتذكر، وتدوين الملاحظات الشخصية.

وتعكس المجموعة المتنوعة من الأعمال الفنية المعروضة الوسائل المختلفة التي يمكن من خلالها تسجيل القصص أو تخيلها من خلال عملية الإبداع الجمالي، سواءً كانت هذه القصص للفنان ذاته، أو مستمدة من تجارب الآخرين، وتصور بعضا من هذه الأعمال الماضي، وتسبر أغوار الحاضر، وتتأمل في المستقبل الغامض.

وافتتحت النسخة الأولى من معرض "مساعدة الذاكرة" بنجاح في كانون الأول/ ديسمبر 2014، إذ أجرى المعرض خلالها بداية تحقيق حول تأثير الأعمال الفنية على زوار المعرض.

وطلب المعرض من الزوار توثيق انطباعاتهم عن الأعمال الفنية المعروضة على كراسة تم تقديمها للزوار، ليقوم كل منهم بتدوين ملاحظاته بطريقته الخاصة، إما على هامش الصفحة، أو بكتابة سرد حي للأعمال على جانب الصفحة، أو كتابة قصص شخصية، أو وضع قوائم كلمات، أو كتابة شعر، أو رسومات، أو خربشات مبهمة، أو تقديم صفحات فارغة.

وتأتي هذه الكراسات لتمثل ملاحظة، أو مفكرة للتذكير بمعرض سابق في صالة فنون تتغير معارضها باستمرار، وتشمل سلسلة من الطرق التي قام من خلالها جمهور مؤسسة "بارجيل" للفنون بالتعبير عن مشاهداتهم وانطباعاتهم بشأن الأعمال الفنية، والتي تشكل بدورها خارطة فريدة من الذكريات السابقة للأفراد، تقدم مختلف وجهات النظر الشخصية التي قدموها في الماضي.

وأضاف سلطان سعود القاسمي: "نحتفل بالذكرى السنوية الخامسة لانطلاقتنا، وهل هناك طريقة أفضل للاحتفال من استقطاب مساهمات زوارنا في منشورات تصدر في موازاة معرضنا، ويحتوي الكتاب على ردود مكتوبة بخط اليد، تم جمعها من جمهور معارضنا، بالإضافة إلى مساهمات من كل من علاء يونس، وفواز كابرا، وإيزابيلا هيوز".

وتابع مدير مركز "مرايا" للفنون، يوسف موسكاتيلو: "يشرفني شخصيا استقبال معرض "اللهجة"، الأول من نوعه، والقيم الفني المتميز مرتضى فالي، في مركزنا. لقد باتت ظاهرة العولمة تمثل جانبا هاما في مجتمعنا المعاصر الذي نعيش فيه، ولاسيما في هذا الجزء من العالم، لاسيما في عالم يشهد موجهات دائمة من الهجرة، وبالتالي تتزايد أهمية الفهم المتبادل".

واستطرد يوسف: "تذكرنا اللهجات بأنه ورغم هذا العامل، فإننا ما نزال نحتفظ باختلافنا، وتفردنا في ثقافاتنا وأعراقنا. وتذكرنا أصوات اللغات أيضا بأن الاختلافات بين الثقافات والأعراق ينبغي أن لا تكون من المحرمات، وأن تزيد مساعينا للتعلم من بعضنا البعض".

وتجري فعاليات معرض "اللهجة" من الأول من آذار وحتى السادس عشر من أيار/ مايو.

ويقدم المعرض ثمانية أعمال فنية جديدة، من مقتنيات وإنتاج مركز مرايا للفنون، منها عملان تركيبيان مخصصان لموقع في واجهة المجاز المائية.

وتشمل قائمة الفنانين المشاركين في المعرض كل من لورانس أبو حمدان، عباس أخافان، عمار العطار، فيصل بغريش، فيكرام ديفيشا، مجموعة "جي سي سي"، إيمان عيسى، بوران جينشي، رجاء خالد، منيرة القادري، فرح القاسمي، وعبدالله السعدي، و"الحالة"، جاريت فاديرا، ولانتيان إكزاي.

وتُقام النسخة الثانية من معرض "مساعدة الذاكرة" من الأول من آذار وحتى الأول من تشرين الأول/ أكتوبر، في الطابق الثاني من مؤسسة بارجيل للفنون، في المبنى (E)، في القصباء.

ويفتح المعرض أبوابه من أيام السبت إلى الخميس من العاشرة صباحًا وحتى العاشرة مساءً، ويوم الجمعة من الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساءً.

وتضم قائمة الفنانين المشاركين كل من عبد القادر بن شامة، عادل عبدالصمد، عادل عابدين، أكرم زعتري، علي شيري، جمانة مناع، خالد جرار، محمد سيد بعلبكي، منى حاتوم، نديم كوفي، صادق الفراجي، سيف وانلي، وليد رعد، يوسف كامل، يوسف نبيل، ياتو بارادا، زياد عنتر وزياد دلول.