منتدى دبي العالمي لتجارة الشاي


اختتمت في دبي أخيرًا أعمال الدورة الخامسة لمنتدى دبي العالمي لتجارة الشاي 2014 الذي استضافه مركز دبي للسلع المتعددة في حضور أكثر من 350 شخصية من 30 دولة منتجة ومستهلكة للشاي، إذ تركزت النقاشات على التحديات التي تواجه قطاع الشاي العالمي ومعها احتلال الشاي موقع الشراب الأكثر شعبية في العالم بعد الماء.وقال مدير مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، سانجيف دوتا، إن العروض التوضيحية التي قدمتها وفود الصين والهند وكينيا وسيريلانكا وفيتنام وأندونيسيا وتركيا وإيران خلال فعاليات المنتدى الذي استمر لمدة يومين أعطت أفكارا معمقة بشأن معدلات الإنتاج الحالية واتجاهات الأسواق والخطط المستقبلية المتعلقة بمواجهة التحديات الكبرى المتعقلة بارتفاع تكاليف الإنتاج والحاجة لمعالجة التحديات البيئية.
وأضاف أن هذه التحديات تقودنا إلى انتهاز الفرص المتاحة، وقدم لنا هذا المنتدى الفرصة لنا جميعا لنمو هذا القطاع عبر قنواته المختلفةكافة، وفضلا عن ذلك، فإن دبي من خلال موقعها الجغرافي كأكبر مركز في العالم لإعادة تصديرالشاي، تعتبر المنصة المثالية لاستضافة مثل هذا المنتدى العالمي المهم.
وأشار إلى أن قطاع الشاي العالمي حاليا يعتبر في افضل حالاته مع توقعات بأداء قوي خلال المستقبل المنظوروفقا للتحليلات الاقتصادية الأولية، إذ تشير الأرقام إلى أن الطلب المتوقع على الشاي الجاهز للشرب، سينمو بنسبة 6 % حتى العام 2018 ، إذ تقود المشروبات التي تحتوي على بوليفينول الشاي كأساس هذا النمو، لافتا إلى أن إنتاج الشاي ارتفع بنسبة 44 % بين 2002 و2012 وهو أكثر شعبية من القهوة بمرتين، إلا أنه ثمة تحديات مستقبلية أمام قطاع الشاي متمثلة في قضايا الاستدامة.
وفي محاضرته خلال المنتدى، أشار مدير إدارة التسويق في شركة ماكلويد رسل نائب رئيس اتحاد منتجي الشاي في الهند، عزام منعم إلى أن تحديات الاستدامة في الهند تنقسم إلى أربع فئات، هي القضايا الزراعية النوعية والسلامة وتزايد تكاليف الإنتاج والقضايا الاجتماعية، إذ يبدو أن الإجراءات التي نوقشت، كانت ترجح مبدأ "العودة إلى الطبيعة" بالحفاظ على البيئة بأفضل السبل الممكنة من خلال تحسين التربة وإدارة المياه والري والمكافحة المتكاملة للحشرات وخطط زراعة اشجار الظل والمحاصيل المكملة والتحرك قدما بطريقة بناءة بتبادل المعرفة والتقنيات.
وقالت بربارة دفرين من مجلة "لانوفيل بريس دوته" المتخصصة في الشاي في محاضرتها إن على هذا القطاع أن يعالج مسألة ارتفاع تكلفة الإنتاج لوقف رفع الأسعار، وبالتالي إمكان تراجع الاستهلاك، ولكن من الضروري مع ذلك أن يحافظ القطاع على القوة العاملة برواتب تنافسية وتوفير التدريب اللازم، إذا ما تم إدخال مزيد من تقنيات الميكنة للحفاظ على مستويات الجودة، منوهة إلى أن ما يفاقم من المشكلة، أن صغار منتجي الشاي في العالم يشكلون حوالي 73 % من العمالة وحوالي 60 % من الإنتاج مما يقحم القطاع أولا في تحد استيعاب أي تغير مستديم.
وأضافت دفرين أنه يجب على قطاع الشاي أن يبقي المزارعين مشتركين معه بالكامل للتكيف مع تهديدات ظاهرة الاحترار العالمي وتبدلات أنماط المناخ مع اتخاذ خطوات عاجلة لتحسين أنظمة الممارسات الزراعية الجيدة.
وفي مناقشة متوازنة خلال فعاليات المنتدى أبرزت بعض كبرى الأسواق المستهلكة القضايا الرئيسية الخاصة بالاستهلاك المحلي، ومنها روسيا على سبيل المثال التي عبرت عن القلق من ركود استهلاك الشاي، وفي جانب إيجابي فإن التوجهات المتنامية نحو استهلاك مزيد من الشاي الجاهز للشرب في الولايات المتحدة وكندا تزيد من هوامش الربح ومن تميز أنواع الشاي الأصلية، وكذلك التطورالسريع لمنتجات الشاي المختلفة التي تسمى بالمشروبات الوظيفية التي أساسها بوليفينولات الشاي مع التركيز، لاسيماعلى خواصها الصحية، إضافة لذلك قدمت مساهمات من الصناعات الرديفة تقييما لجوانب التحسين التي توفرها التقنيات المتقدمة لتحسين المنتج والقيمة المضافة.
وأشارت إحدى المساهمات إلى أنه يمكن تحسين الكم من خلال استخدام اكياس الشاي بابتكار جيل جديد من ورق أكياس الشاي المصنوع من ليف نباتي استوائي /الاباكا/ يزرع بصورة مستديمة بالكامل في الفلبين وكوستاريكا.
وشهد اليوم الأول من المنتدى الذي استمر ليومين نقاشات تتعلق بأحدث اتجاهات تجارة الشاي والتحديات والفرص من وجهة نظر العلامات التجارية والمبتكرين والمستهلكين والشركات النشطة في ادارة سلاسل التوريد في القطاع.