تسويق التمور

بهدف الاستحواذ على نسبة مبيعات أكبر من "تمور" الأحساء في مختلف أسواق دول العالم، يتجه مركز "التصدير" في مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور "كاكد" التابعة لأمانة الأحساء، بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى ذات علاقة في المملكة العربية السعودية، في إجراء دراسات "تسويقية" وبحثية ميدانية "متعمقة" في 18 دولة عربية وإسلامية وصديقة، لتحديد المواصفات "المفضلة" في إنتاج وتصنيع وتعبئة التمور لتسويقها في تلك الدول خلال الفترة المقبلة، ومعرفة أذواق تلك الشعوب في الصناعات التحويلية للتمور، وذلك باستهداف تصدير ما نسبته 50 % من إجمالي الإنتاج إلى دول العالم.

وأشار مدير المدينة المهندس محمد السماعيل  إلى أن حجم صادرات تمور واحة الأحساء الزراعية إلى دول العالم دون المستوى، رغم أن تمورا منتجة في دول أخرى تحتل مراتب متقدمة في قائمة البضائع الزراعية والغذائية التي تصدرها تلك الدول إلى دول أخرى في العالم، ويعود ذلك إلى أن قطاع إنتاج وتسويق وتعبئة التمور في الأحساء، يشهد تمسك بعض المزارعين، خصوصا صغار المزارعين في إنتاج أصناف غير مرغوبة للمستهلك الأجنبي، علاوة على التعبئة بطريقة يحبذها المستهلك المحلي "فقط"، ويرفضها المستهلك الأجنبي. وأبان أن تلك الدراسات التسويقية ستتم من خلال الزيارات الميدانية لتلك الدول، والوقوف على مراكز أبحاث فيها، بهدف تحديد مواصفات كل دولة، وبعدها ستتاح نتائج تلك الدراسات للتجار والمستثمرين والصناع في الأحساء، بهدف تشغيل خطوط إنتاجية في المنطقة الصناعية داخل المدينة بالأحساء، لتلبية رغبات المستهلكين في تلك الدول.

وذكر السماعيل أن أحد أبرز المشاكل التسويقية لتمور الأحساء خارجيا، وجود "طور حشري" داخل بعض التمور، وتعرف محليا بـ"دودة"، والتي ليست لها أضرار صحية على المستهلك، وتحظى بقبول عند المستهلك المحلي في السعودية، وعزوف ملحوظ من المستهلكين الأجانب، الأمر الذي دعا جهات الاختصاص في مدينة التمور إلى تكثيف الدراسات لإنتاج تمور خالية من هذا "الطور الحشري"، ومن شأن تلك الدراسات تذليل العقبات التي تواجه المستثمرين في إجراءات التصدير لبعض الدول من خلال الالتزام بالمواصفات والمعايير لتلك الدول.

وأكد أن من بين الدول المستهدفة في المرحلة الأولى التي تشهد حركة تسويقية كبيرة للتمور، هي: ماليزيا، وبروناي، وإندونيسيا، والجاليات الإسلامية في أستراليا، مبديا تحفظه الشديد إزاء استيراد منتجات وصناعات تحويلية للتمور من الخارج، والأحساء مصدرة للتمور، كاشفا أن الدراسات ستعمل على توثيق التجارب العالمية الناجحة والرائدة في مجالات إنتاج وتسويق وتصنيع المواد الغذائية والزراعية، مستشهدا في ذلك بزراعة جوز الهند والكيوي.