الإمارات باعتبارها أكثر أسواق العالم جذبًا للشركات

أكد تقرير نشرته مجلة فوربس أن الإمارات تعد من أكثر الأسواق العالمية جذبًا للشركات، كما أنها تعد مركز المال والأعمال في المنطقة، فيما تعتبر دبي محرك قطاع الخدمات. وأوضح التقرير أن الإمارات هي أكثر المناطق الصحراوية خضرة، وربما هي أغناها، مضيفًا أن الدولة أقدمت بفضل ثروتها النفطية التي يقدر احتياطيها بنحو 98 مليون برميل، على صنع ما لم تصنعه دول كثيرة، إذ سخرتها للاستثمار في بنية تحتية من الطراز الأول، وتقنيات جديدة، بما فيها التقنية الخضراء.
وأشارت فوربس، في تقريرها الذي جاء بعنوان «الإمارات، سوق ناشئة جديدة»، إلى أن مؤشر مورغان ستانلي قام بترقية الإمارات العام الماضي إلى درجة الأسواق الناشئة، ناقلة عن آلان كونوي، رئيس أسهم الأسواق الناشئة في شرودرز، شركة إدارة الأصول في لندن التي تدير 435 مليار دولار، قوله إن الإمارات في الواقع هي وجهة المنطقة المالية برمتها، تتولى فيها دبي قيادة قطاع الخدمات، مالية كانت، أو في حقل الطيران، مضيفًا أن الأصول، من وجهة نظر المحفظة الاستثمارية، تمتاز بجاذبيتها، في وقت تبدو فيه آفاق النمو الإجمالي جيدة جدًا.
وأكد التقرير أن دبي وأبوظبي تمتلكان اثنتين من أكثر شركات الطيران في العالم فخامة، ألا وهما طيران الإمارات في دبي، والاتحاد للطيران في أبوظبي اللتان تعتبران في أوساط صناعة الطيران الأفضل في هذا القطاع.
وأضافت المجلة أن هذه السوق الناشئة الجديدة لا تروق لمستثمري المحافظ وحدهم، إذ تحظى بإعجاب جميع المؤسسات التجارية من الأحجام كافة.
وفي هذا السياق، قال تشوك دوغتري، الرئيس التنفيذي لأميركان ساينس أند إنجنيرنغ، وهي شركة مقرها ماساتشوستس، معروفة في مجال معدات الأشعة السينية، «ما يصنعونه هناك شيء مذهل. والعمل الذي يقومون به للبناء على أرض مستصلحة، على مياه الخليج، هو شيء باهر في حد ذاته»، مضيفًا «أنه من وجهة النظر الاقتصادية الأميركية، فإننا نتعامل مع شعب تجاري متقدم جدًا، وعلى درجة عالية من الكفاءة التقنية. وتعتبر الإمارات واحدًا من الأماكن الصديقة لشركات الولايات المتحدة في العالم». وأردف قائلًا إنه سافر كثيرًا عبر آسيا لأمور خاصة بالشركة، غير أن الإمارات هي واحدة من أكثر الأسواق جذبًا للشركات، تمتاز بتمويل حسن، وتمتلك قيمة جيدة، وتكنولوجيا عالية.وأشار التقرير إلى أن حصة الفرد من الناتج المحلي في الإمارات تبلغ 66 ألف دولار سنويًا، وهو أكثر من الولايات المتحدة، مضيفًا أنها تقع في جزء من العالم، يسد الفجوة بين أوروبا والساحل الشرقي من الولايات المتحدة، ومدن آسيا المزدهرة. ومن أبرز وجهات أبوظبي السياحية جزيرة ياس، والتوسعة الجديدة لمتحفي اللوفر وجوجنهايم في جزيرة السعديات المتوقعة بين عامي 2015-2016.وذكر التقرير أن النفط والغاز أسهما بقسط جوهري في النمو على مدى العقد الماضي. ومن المتوقع أن يكون لقطاعي النفط والغاز تأثير تنموي محدود في المستقبل المنظور على الناتج المحلي الإجمالي. ونتيجة لذلك، فإن الإمارات عمدت إلى إطلاق خطط استثمارية لتعزيز تنوع اقتصادها بعيدًا عن النفط، وتنمية الاستثمار الخاص. كما أن الإنفاق الحكومي المتزايد في حقول مختلفة مثل البنية التحتية، والتعليم، والصحة، يتم اعتماده سنويًا للمساعدة على تنمية الاقتصاد الكلي.وقالت فوربس إن فوز دبي بحق استضافة معرض إكسبو 2020 من شأنه استدامة الحافز لإقامة بنية تحتية مهمة، يجري العمل على تشييدها في المنطقة حاليًا. وكان مؤشر سهولة ممارسة الأعمال الصادر عن البنك الدولي صنف دبي في المركز 22 عالميًا، والأول في منطقة الشرق الأوسط.ونقل التقرير عن صلاح شما، مدير الصندوق في فرانكلين تمبلتون أنفستمنتس في دبي، قوله إن من أكثر منافع ترقية أسواق الإمارات أهمية زيادة تدفق المحافظ، بدخول مستثمرين مؤسساتيين أجانب، ومستثمري رصد المؤشرات، مضيفًا أن التحويلات السنوية المتوقعة ستوفر للإمارات وقطر الدخول إلى قاعدة استثمارية مخصصة، تقدر بـ550 مليار دولار، تتوافر حاليًا لأسواق ناشئة أكثر تطورًا.وكانت الإمارات أحيت مقترحًا لدمج سوقي الأسهم الرئيسيين، وهما سوق أبوظبي للأوراق المالية، وسوق دبي المالي، بهدف تعزيز التداول في السوق المحلي، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية. ومن شأن الاندماج المقترح أن يعزز سوق الأسهم في ثاني أكبر اقتصاد في العالم العربي، مشجعًا مزيدًا من الشركات على إدراج أسهمها، والمؤسسات التجارية العالمية على شرائها.
وذكر التقرير أن ترقية الإمارات إلى سوق ناشئة تسهم في تعزيز أهميتها المتنامية في التجارة العالمية، والتدفق الاستثماري، كما أنها تعتبر خطوة مهمة في إعادة تشكل منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا برمتهما، كمجموعة واحدة مميزة، كما يقول شما، وفي سياقها تقع أميركا اللاتينية وأوروبا الشرقية، وآسيا الناشئة في عالم الأسواق الناشئة العالمي.
وأكدت فوربس أن واشنطن تأتي في المرتبة الأولى في التجارة مع الإمارات. وأشار التقرير إلى أنه بفضل كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران، فإن بوينغ هي المورد الرئيس للولاية إلى الإمارات، كما أن مزارعي التفاح والتجار مثل أندرسون، وهي أند جرين، يقومون بالتجارة مع الدولة. وحلت تكساس في المرتبة الثانية. وجاءت معدات التنقيب في صدارة قائمة صادرات الولاية إلى الإمارات.كما يقوم جميع التجار الرئيسين بالتجارة.
وتقوم جي إم وتويتا بالتصدير من تكساس، مشكلتين 5% من صادرات الولاية من السيارات. وجاءت كاليفورنيا في المرتبة الثالثة، إذ ضمت قائمة المصدرين شركات مثل بارامونت فارمز وبلو دياموند. ونيو يورك في المرتبة الرابعة.
وصدرت على مدى العامين الماضيين ماسا بأكثر من مليار دولار إلى الإمارات. وتقود صناعة المجوهرات صادرات الولاية. وحلت فلوريدا في المرتبة الخامسة، وتصدرت شركات صناعات الطائرات مثل هيكو من هوليود. وقد تم التعاقد على أجهزة أو خدمات كمبيوتر بقيمة نصف مليار دولار من فلوريدا في العامين الماضيين.