النفط الإيراني

انخفضت أسعار الأسهم العالمية بشكل حاد الجمعة وسط مخاوف متصاعدة بأن النمو العالمي، خاصة في الصين، سيتباطأ، وأن أسعار النفط المنخفضة ستنهار أكثر مع دخول النفط الإيراني إلى السوق العالمية المشبعة أكثر من اللازم.

  أحد مصادر القلق هذه على الأقل ليس في محله، فقد تزايد قلق المركز المالي في الولايات المتحدة، وول ستريت، في انتظار يوم تطبيق الاتفاقية النووية مع إيران، حيث من المتوقع أن يؤدي رفع العقوبات عن إيران إلى إطلاق كميات إضافية من النفط الإيراني إلى السوق العالمية المتخمة.

في واقع الأمر، فإن رفع العقوبات الاقتصادية الدولية عن إيران بشكل تدريجي سيسهل عليها عملية تصدير النفط أكثر ما كان عليه الأمر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن ذلك لن يؤدي إلى تدفق كبير في النفط في وقت قريب كما يعتقد البعض.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن خبراء السوق يتوقعون أن إيران لن تتمكن من رفع صادراتها من النفط بكميات كبيرة خلال النصف الأول من عام 2016. 

وبحسب منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، انتجت طهران نحو 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2015.

ورغم أن المسؤولين الإيرانيين متفائلون بالوصول إلى ضعف هذه الكمية بعد رفع العقوبات، إلا أن إمكانيات إيران لا تسمح لها بأكثر من نصف هذه الزيادة في أفضل حال، بحسب المراقبين.

الأهم من ذلك بالنسبة لتوقعات أسعار النفط على المدى القريب هو التوازن بين العرض والطلب في السوق العالمية.

الدول المنتجة الكبيرة، مثل السعودية وروسيا، مستمرة في الإنتاج بالطاقة القصوى رغم انخفاض الأسعار إلى مستويات لم تشهدها منذ 12 سنة، فالسعودية تبيع أكثر من 10 ملايين برميل في اليوم، بينما تنتج روسيا نفس الكمية تقريبًا.

الطلب على النفط لا يتزايد بنفس السرعة مثل العام الماضي، والمشاكل الاقتصادية التي تمر بها آسيا قد تخفض الطلب على النفط أكثر في المستقبل القريب.

الأسعار المنخفضة أثرت بالطبع على بعض الشركات المنتجة للنفط، شركات النفط الصخري الأميركية تعاني من خسائر كبيرة، ويتوقع المراقبون أن الإنتاج خارج دول منظمة أوبك سيتقلص نحو 600 إلى 700 ألف برميل يوميا هذا العام – وهذا يحدث لأول مرة منذ 2008- مما سيساعد على تحسن أسعار النفط.

وتدهور أسعار النفط كان أكثر من كاف لتخويف الأسواق المالية، حيث إن المتوسط الصناعي لمؤشر (داو جونز) هبط في إحدى اللحظات بعد ظهر الجمعة  الماضي بمعدل أكثر من 500 نقطة، أي أكثر من 3%، بينما هبط مؤشر (إس آند بي 500) أيضًا بنسبة 3% أيضًا.  

ولم يكن الحال أفضل كثيرًا في ألمانيا، حيث هبط مؤشر (داكس) بنسبة 2.5%، وهبط مؤشر (فوتسي 100) في لندن بنسبة 2%، أما في الصين فقد هبط سوق شنجهاي بنسبة 3.6% يوم الجمعة أيضا