الجزائر- خالد علواش أصدر الوزير الأول عبد المالك سلال تعليمات رسمية في الجزائر، تضمن العمل لأبناء الجنوب وتركز على تدابير لإنعاش التشغيل، وأكدت مصادر "أن التعليمات شملت تخفيض نسبة الفوائد للقروض الممنوحة لأبناء الجنوب، وكذلك تلزم بتوحيد الأجور،و جرد المهن المفقودة وضمان التدريب، و تعتبر هذه التعليمات إلزامية وهي قفزة في تاريخ التشغيل في الجزائر؛ حيث تمنع صراحة أي مفاضلة أو تمييز في حق أبناء الجنوب، وتلزم المؤسسات التدريب العمال غير المؤهلين، وشدد الوزير الأول على أن أي توظيف من خارج منطقة الجنوب يعد ممنوعًا إلا بترخيص رسمي.
وترأس الوزير الأول عبد المالك سلال، الأحد، اجتماعًا وزاريًا مشتركًا مهمًا، يضمّ العديد من القطاعات، في حضور وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية، والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الطيب لوح، إلى جانب مديري الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب، و"الوكالة الوطنية للتأمين عن البطالة"، لدراسة جملة من المشاريع الخاصة بولايات الجنوب، وفي مقدّمتها ملف التشغيل، ويأتي هذا اللقاء بعد تطور الملف ومطالبة شباب الجنوب الجزائري الحكومة بحلول جذرية أو الرحيل، مهددين بتنظيم مسيرة مليونية في 14 آذار/مارس الجاري.
وفي هذا السياق، أشار وزير الداخلية و الجماعات المحلية دحو ولد قابلية خلال حفل تنصيب الولاة الجدد السبت الماضي في الجزائر العاصمة إلى أن الشغل يعد "المشكلة الرئيسية" المطروحة في ولايات الجنوب، داعيًا إلى تدريب "كامل و سريع" لصالح الشباب العاطل الذي ليس له مؤهلات، وذكر على سبيل المثال ولاية ورقلة حيث تقوم المؤسسات الناشطة في المنطقة بتوظيف "بطرق ملتوية و دون موافقة وكالة التشغيل في الولاية".
وأضاف ولد قابلية إن "التشريع و التنظيم لا يسمحان في الوقت الراهن بمواجهة هذا الوضع لكن سيتم إعطاء تعليمات لاحقًا حتى تتم عمليات التوظيف على مستوى هذه المؤسسات بموافقة الوكالة" (الوكالة الوطنية للتشغيل).
وحذر الوزير من أنه "في حال عدم احترام هذا الإجراء فإن التوظيف يعتبر باطلاً و لاغيًا".من جهة أخرى أشار إلى أن قطاع المحروقات "لا يمكنه تلبية كل طلبات العمل بالجنوب" لافتا إلى ضرورة توجيه طلبات الشغل إلى قطاعات أخرى كالزراعة و الصناعات التقليدية.و لفت إلى أنه تم إعطاء تعليمات لمؤسسات عمومية كبرى بخلق فروع خاصة بالجنوب.
يذكر أن  الجزائر شهدت موجهة احتجاج شنها فاعلون وناشطون مطالبين برحيل الوزير الأول الذي وصف الشباب المنتفضين في 24 شباط/ فبراير الماضي بـ "الشرذمة"، وكانت زعيمة حزب "العمال" لويزة حنون اتهمت أطرافا خارجية باستغلال شباب الجنوب الذي يعاني مشاكل عدة، مستغلة في ذلك الأوضاع الصعبة التي تعرفها مناطق الجنوب الجزائري حيث أعطت مثالا عن ذلك في "الشعارات الغريبة التي ظهرت في الآونة الأخيرة، والتي تدعو إلى انفصال الجنوب عن الجزائر.