الحكومة اليمنية

بعد تحرير مدينة عدن في جنوب اليمن من سيطرة المسلّحين الحوثيين، يجري العمل على تحويلها مركزًا رئيسيًا لاستقبال المساعدات الإنسانية بدلاً من جيبوتي التي كانت مركزاً مؤقتًا، وأعلنت الحكومة اليمنية برئاسة نائب الرئيس خالد محفوظ بحّاح في بيان أن عدن ستكون "المنطقة المركزية لأعمال الإغاثة لبقية المناطق اليمنية"، وتعهّدت العمل على تنفيذ الخطط الإسعافية لإصلاح البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها المياه والكهرباء وتأهيل مطار عدن الدولي والموانئ البحرية، وتجهيز المدينة لاستقبال سفن وطائرات الإغاثة.

وأكدت الحكومة في بيانها التواصل مع منظّمات الإغاثة الدولية والإقليمية، وفي مقدّمها "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" لتوفير الظروف الملائمة والحاجات الضرورية، لافتةً إلى أنها "ستعمل على العودة السريعة لكل النازحين خارج اليمن وخارج مدنهم ومناطقهم داخل البلد"، وأشارت إلى أنها ستعمل على عودة الحياة إلى كل مرافق الدولة ومؤسساتها وتأهيل المؤسسات كافة واستئناف عملها، بما فيها المؤسسات التعليمية والخدمات "لتؤكد عدن دورها الريادي الفاعل".

وزار فريق وزاري ضم وزير النقل بدر باسلمة ميناء الزيت في البريقة، واطّلع على الأضرار الكبيرة التي لحقت بأحد خزّانات الوقود، كما اطلع على الاستعدادات في الميناء لاستقبال سفن الإغاثة، وزار الوفد أيضًا ميناء الحاويات في المنطقة الحرة بـ"كالتكس" واطّلع على أوضاعه والإجراءات المتّخذة فيه لإعادة العمل في أرصفته والذي توقّف بسبب المواجهات المسلّحة منذ أربعة أشهر.

ووصلت إلى ميناء عدن سفينة لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحمل مساعدات غذائية يحتاجها السكان بشدة في المحافظات الجنوبية المتنازع عليها، وهي السفينة الأولى التابعة للبرنامج التي ترسو في الميناء منذ اندلاع النزاع في آذار/مارس الماضي.

وأكد البرنامج في بيان أن السفينة "إم في هان زي" رست في ميناء البريقة النفطي في عدن وتحمل ثلاثة آلاف طن من الغذاء تكفي لإطعام 180 ألف شخص لمدة شهر، وعلى الرغم من أن السفينة وصلت قبالة شواطئ عدن في 26 حزيران/يونيو الماضي، إلا أنها اضطرت إلى الانتظار أكثر من ثلاثة أسابيع لترسو في الميناء الجنوبي بسبب شدة المعارك، ويتوقّع أن تصل خلال الأيام المقبلة باخرة من دولة الإمارات تحمل آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المقدّمة من "الهلال الأحمر الإماراتي".

وذكر المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا مهنّد هادي أن "هذا تقدّم كبير لجهودنا من أجل الاستجابة الإنسانية في اليمن، وبينما كنا قادرين على الوصول إلى عدد من المناطق الجنوبية براً، يسمح رسو السفن في ميناء عدن بتسريع استجابتنا لتلبية الحاجات الملحّة في جنوب اليمن"، وأضاف «نأمل في الأيام المقبلة أن نصل إلى عدد أكبر من المواطنين، ليس فقط في عدن بل في كل اليمن"، وحاول البرنامج مراراً إرسال السفن إلى عدن، إلا أنه فشل بسبب القتال في منطقة الميناء.

وعلى الرغم من انعدام الأمن والصعوبات الشديدة للوصول إلى عدن برًا، استطاع البرنامج تقديم الغذاء للأسر النازحة في المحافظة من خلال شريكه المحلي، ومنذ نيسان/أبريل الماضي، وصل برنامج الأغذية العالمي إلى أكثر من مليوني شخص متضرّرين من النزاع ويعانون انعدام الأمن الغذائي بشدّة في 13 محافظة يمنية.