دمشق - جورج الشامي   رغم أن الدولار يسجل هذه الأيام أدنى معدلاته عالمياً منذ أربعين عاماً، حيث بلغ اليوم 1245.31 دولاراً للأونصة، إلا أنه يرتفع بشكل كبير أمام الليرة السورية، وهذا ما يجعل المواطن السوري يعيش في حالة حيرة وذهول من ارتفاع الأسعار الجنوني، وبخاصة في أول أيام شهر رمضان، ولعل سمة "الانفلات الكامل" و"الفوضى" هي التوصيف الأكثر دقة بعد انطلاق سعر الدولار وتخطيه لحاجز300ليرة ثم الارتفاع إلى330 ليرة مساءً. وأدى الاضطراب الشديد والهبوط الحاد في سعر الليرة السورية أمام العملات الأجنبية، وعلى رأسها الدولار واليورو إلى إرباك جميع أسواق السلع والذهب، حيث ارتفع سعر الذهب اليوم بمقدار ألف ليرة عن سعر الأمس، مع إقفال سوق الصاغة بعد ظهر اليوم.
   وظهر التباين في أسعار السلع بين مدينة وأخرى وبين سوق وآخر وكذلك بين بائع وآخر والأهم من ذلك بين الأمس واليوم، مما أدى إلى حالة من عدم استيعاب ما يحدث من قبل المواطنين ومن قبل التجار أنفسهم، فالأسعار شهدت حالة جنون كبيرة لم يستطع إدراكها لا التجار ولا المستهلكون لأنها وصلت إلى أرقام فلكية.
   وقدر اقتصاديون نسبة ارتفاع الأسعار بين اليوم والأمس وسطياً بنحو 15% سيما وأن الدولار تجاوز سعر الـ 315 ليرة ووصل في دمشق 330 ليرة...فقد شهدت أسواق المزة " الشيخ سعد" "باب سريجة "وسوق الهال "الميدان" والشعلان" تلك الاضطرابات في الأسعار إلى درجة كبيرة من الارتباك.
  أما أسواق حلب التي يضربها الفقر فأصبحت تعمل بلا معايير وكانت أسعارها أكثر ارتفاعاً من أسعار دمشق، ترافق هذا مع ازدحام شديد على محلات البقالة والأسواق، حسب شهود عيان وصفوا حال الأسواق مع غياب العديد من السلع وخصوصاً الألبان والأجبان والزيتون بأنواعه، أما سعر ربطة الخبز في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة فوصلت إلى 500 ليرة إن وجدت مع ازدحام على المخابز الخاصة لشراء الصمون كبديل عن الخبز. ومع بداية شهر رمضان وارتفاع الطلب على المواد الغذائية والتموينية أغلقت معظم المحلات التجارية في مركز مدينة حلب أبوابها بسبب الانهيار الكبير لقيمة الليرة السورية، بعدما وصل سعر الدولار 315 ل.س، اليورو 400 ل.س، غرام الذهب (21) 10200 ل.س.
  بينما ارتفع الكيلو غرام الواحد من الطحين إلى 200 ليرة سورية، حيث اضطر أغلب الناس إلى صناعة الخبز بالمنازل.
   وفي المقابل كثر الحديث عن الحصار الذي يفرضه الجيش الحر عن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة إلا أن مصادر قالت إن الثوار يسمحون بدخول المواد الغذائية إلى المناطق المحتلة في حلب عن طريق المعبر الوحيد معبر بستان القصر(كراج الحجز).
   وكان مجلس محافظة حلب الحرة أصدر بياناً يدعو الثوار للمساهمة في تخفيف الظروف الإنسانية الصعبة على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وحمل المجلس الحكومة المسؤولية عن الظروف الصعبة التي يعيشها المواطنون، وطالب الثوار بمساعدة المواطنين في التخفيف من أزمتهم المعيشية، وبعد السماح للمدنيين بإخراج المواد الغذائية شهد المعبر ازدحاماً شديداً.
   وتعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة من سوء الأوضاع المعيشية وندرة كامل المواد الغذائية وأغلب المحال بات خالياً من جميع المواد الغذائية بالإضافة للنقص الكبير لمادة الطحين، ويبقى تأمين الخبز الأكثر صعوبة، بسبب الازدحام الخانق والطوابير.