السياحة الخليجية في بريطانيا

انتعشت الآمال والتوقعات بأن تتدفق أعداد أكبر من السياح الخليجيين إلى بريطانيا خلال الفترة المقبلة، بعد أن هبط سعر صرف الجنيه الإسترليني بصورة حادة في أعقاب المخاوف من مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، وهو الهبوط الذي يجعل من السفر الى بريطانيا والسياحة فيها أقل كلفة من أي وقت مضى.

وسجل الجنيه الاسترليني هبوطًا حادًا خلال تداولات الاثنين والثلاثاء، ليصل الى أدنى مستوياته في سبع سنوات أمام الدولار الأميركي، عندما تم تداول الجنيه عند مستوى 1.41 دولارًا، مقارنة مع ذروة ارتفاعه التي سجلها في تموز/يوليو 2014 عندما بلغ سعر الجنيه الاسترليني 1.71 دولارًا.

وخلال تداولات الإثنين، مني الجنيه الاسترليني بخسائر فاقت الـ 1.5%، وهي أكبر خسارة يومية له منذ 11 شهرًا، وذلك في أعقاب إعلان عمدة لندن والقيادي في حزب المحافظين الحاكم انضمامه للحملة الداعية الى الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وتعتزم بريطانيا إجراء استفتاء شعبي على الخروج من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه، حيث أعلنت حكومة ديفيد كاميرون تنظيم الاستفتاء في 23 من حزيران/يونيو المقبل، إلا أن كاميرون دعا البريطانيين الى التصويت بالبقاء في الاتحاد محذرًا من مخاطر كبيرة على البلاد في حال تقرر الخروج من التكتل الأوروبي.

وبهبوط الجنيه الاسترليني إلى هذه المستويات القياسية أمام الدولار الأميركي، تنخفض بطبيعة الحال تكاليف السياحة في بريطانيا بالنسبة للقادمين من الدول ذات العملات المرتبطة بالدولار الأميركي، وهو ما دفع أحد العاملين في القطاع السياحي في بريطانيا الى القول إن "استمرار هبوط الجنيه سوف يغري مزيدًا من الخليجيين لقضاء إجازاتهم في لندن وينعش الموسم السياحي المقبل في البلاد".

وتوقع مدير إحدى شركات السياحة العاملة في وسط لندن، والتي تتعامل مع السياح الخليجيين أن تنخفض تكاليف الرحلات السياحية الى بريطانيا بالنسبة للخليجيين بنسب تتراوح بين 10% و20% إذا استمر سعر صرف الجنيه عند مستوياته الحالية حتى الصيف.

وتأتي التوقعات بانتعاش القطاع السياحي إذا استمر الانخفاض في سعر صرف الاسترليني على الرغم من حالة القلق التي تسود بريطانيا من الانعكاسات الاقتصادية المتوقعة على وجه العموم، في حال قررت بريطانيا مغادرة الاتحاد الأوروبي، حيث وقع أكثر من 200 مدير شركة على رسالة يدعون فيها الى عدم ترك أوروبا، وقالوا إن مغادرة الاتحاد ستهدد سوق الوظائف في بريطانيا.