جانب من المشروع

بدأت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" الأعمال الإنشائية لإعادة بناء سوق "الشناصية" التاريخيّ، الواقع ضمن مشروع "قلب الشارقة"، أحد أضخم المشاريع التراثية في الخليج العربي، والمنطقة.
وستتمُّ إعادة إنشاء السوق في شارع البنوك في إمارة الشارقة، بناءً على الأساسات التي تمَّ اكتشافها عبر مسوحات كشف سطحية، بالرادار، لباطن الأرض، وأعمال الحفريات والتنقيب، التي تجري بدعم من الحاكم سلطان ين محمد القاسمي، وتغطي مساحة قدرها 2500 متر مربع، حيث يتمّ تنسيق عمليات البحث من طرف مكتب الحاكم، وبمساعدة "شروق"، وبدعم فني من إدارتي التراث والآثار، التابعتان لدائرة الثقافة والإعلام.
ويتولى كل من الأستاذ الجامعي البروفيسور هاناي ساساكي، والأستاذ الجامعي المتفرغ البروفيسور الدكتور تاتسو ساساكي من اليابان إدارة أعمال الحفريات في الموقع، التي أظهرت الموقع الفعلي للسوق، وكشفت عن المعالم الرئيسية لمخططه المعماري.
وستتواصل الأعمال الإنشائية في الموقع على مدار 24 ساعة يومياً، إذ يتوقع الانتهاء من البناء خلال الربع الثالث من العام الجاري.
وأكّد مدير "قلب الشارقة" يوسف المطوع أنَّ "مشروع إعادة إنشاء سوق الشناصية يحظى بأهمية كبيرة من إدارة قلب الشارقة، حيث يربط سوق صقر في منطقة الشويهين مع سوق العرصة (السوق المسقوف) في منطقة المريجة، وكان خلال خمسينات القرن الماضي مكاناً حيوياً للتبادل التجاري، ونقطة التقاء للتجار الآتين من الدول المجاورة"، مبرزًا أنَّ "السوق الجديد سيكون مشابهاً تماماً إلى صورته القديمة، المحفوظة في ذاكرة أهل الشارقة، وزوّارها، الذين عرفوا السوق بتصميمه المعماري القديم".


وأضاف "سيشكّل سوق الشناصية، عند الانتهاء منه في الأشهر القليلة المقبلة، معلماً تراثياً وتجارياً يجذب الزوار والسياح، وسيساهم في ربط الماضي مع الحاضر، ومدِّ جسور التواصل الحضاري والتراثي بين الأجيال، بغية تعريفهم على تاريخ إمارة الشارقة العريق، وحضورها البارز، التجاري والاجتماعي والثقافي، منذ عقود طويلة، كما سيزيد السوق من النشاط التجاري في المنطقة، التي تضم مجموعة من الأسواق والمتاجر المميّزة".
وأشار مدير "قلب الشارقة" إلى أنَّ "الأماكن المخصّصة للتأجير في السوق الجديدة ستكون بمثابة فرصة مميزة لأصحاب المشاريع التراثية من الإماراتيين، لاسيما من فئة الشباب، الذين يرغبون بدخول مجال التجارة والأعمال".
وسيمتد سوق الشناصية الجديد، الذي يتميّز بتصميمه التراثي، على مساحة 5872 متراً مربعاً، وسيحتوي على 18 محلاً تجارياً متنوعاً، تركز في معروضاتها على المنتجات التراثية، التي تشمل الحرف اليدوية، والأزياء الإماراتية، والهدايا التذكارية، والمسابيح والتحف، والبخور والعطور، والتمور والحلويات التقليدية، كما سيحتوي السوق على مطعم ومقهى، إضافة إلى مواقف مخصصة للسيارات.
وسميّ سوق "الشناصية" بهذا الاسم نسبة إلى التجار الآتين من منطقة شناص، والذين كانوا يزورون السوق باستمرار قصد تبادل البضائع مع الباعة، حيث ظلّت هذه السوق نابضة بالحيوية إلى أن اختفت نتيجة أعمال التوسّع العمراني في المنطقة

.
وتقع منطقة "قلبالشارقة"، المقرّر استكمال عمليات تطويرها في العام 2025، في منطقة الشارقة القديمة، على بعد خمس دقائق فقط من كورنيش المدينة، و10 دقائق من مطار الشارقة الدولي.
وستضمّ المنطقة عند اكتمالها مجموعة متنوعة من المشاريع التجارية والثقافية والسكنية، بما في ذلك فندق "البيت" التراثي من فئة الخمس نجوم، والذي تبلغ تكلفته 100 مليون درهم، إضافة إلى مطاعم، ومتاجر للبيع بالتجزئة، ومعارض فنية، وأسواق تقليدية، ومواقع أثرية، ومتاحف، ومناطق للألعاب الترفيهية، ومكاتب تجارية.
وستستضيف المنطقة سنوياً، فعاليات أيام الشارقة التراثية، التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار، بعدما أدرجت ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو".