الجزائر - الجزائر اليوم
ألح الوزير الأول عبدالعزيز جراد على ضرورة الاستثمار في الموارد البشرية وتطويرها والاهتمام بها، مؤكدا أن الموارد البشرية هي الثروة الحقيقية لتطوير الاقتصاد الوطني والجزائر الجديدة التي يطمح لها الجميع، داعيا الشباب إلى رفع التحدي ومواصلة المسيرة، حيث أضاف أن توظيف الشباب الكفء في المناصب المهمة يبقى من أولويات رئيس الجمهورية.
أكد السيد جراد في كلمة مختصرة خلال إشرافه على تدشين الوحدات الجديدة لمصفاة الجزائر التي دخلت حيز التنفيذ في 2019 ببراقي بالجزائر أمس، أن برنامج رئيس الجمهورية يولي أهمية كبيرة للاهتمام بالموارد البشرية لتحقيق التنمية المرجوة. حيث قال إن العامل في أي مؤسسة يبقى أساس التنمية، باعتبار أن الدول المقدمة تطورت بفضل مواردها البشرية.
في هذا السياق، قال الوزير الأول إن الثروات الطبيعية المادية التي يتوفر عليها أي بلد غير كافية لتجسيد التنمية، وأن الثروة الحقيقية للنهوض بالاقتصاد هي الاستثمار في الموارد البشرية لتأهيلها وجعلها قادرة على قيادة قطار الازدهار، مصرحا أن الجزائر تولي أهمية لهذا الموضوع و"ستكون لها قفزة نوعية بفضل أبنائها لبناء البلد الذي يطمح إليه الجميع قريبا".
وفي حديثه للشباب العامل بقاعة المراقبة بمصفاة الجزائر، دعا الوزير الأول إلى مواصلة مسيرة أجدادهم وأبائهم في تسيير مؤسسات الوطن، حيث قال "الجزائر أمانة بين أيديكم، حافظوا عليها". مضيفا أن السلطات العليا لديها قناعة بأن الشباب الجزائري قادر على تحمل المسؤولية، وأن رئيس الجمهورية دائما يركز على أهمية الاهتمام بالشباب ومنحهم مناصب المسؤولية. مشيرا إلى أن السلطات، وفي إطار برنامج الرئيس، ستعمل على تحسين ظروف العمل للنهوض بالموارد البشرية.
وفي دردشة جمعته بعمال المصفاة حيث اطلع على ظروف وطريقة العمل هناك، ركز الوزير الأول على أهمية رفع إنتاج المصفاة خاصة فيما يتعلق بالوقود واستعمال الطاقات المتجددة، مثمنا استعمال المصفاة لهذا النوع من الطاقة حاليا خاصة في إنتاج الكهرباء. وأكد أن المصفاة ستكون نموذجا وقدوة في استعمال هذا النوع من الطاقات خاصة وأن الجزائر بصدد التحضير للدخول التدريجي للمرحلة الانتقالية للطاقة.
وفي حديثه لبعض الشركاء الصينيين الذين أشرفوا على مهمة إعادة تهيئة بعض وحدات المصفاة، ذكر الوزير الأول بأن الجزائر مستعدة لإقامة علاقات تعاون وشراكة مع الصين ترقى إلى مستوى العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، موضحا أن الجزائر حريصة على أن تكون هذه العلاقات سواء مع الصين أو مع غيرها من دول العالم تتسم بالتعاون العقلاني المتوازن الذي يحمي اقتصادها وسيادتها ومصالحها.
وخلال هذه الزيارة التي جاءت بمناسبة الـ 24 فيفري، تاريخ الاحتفال بالذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وذكرى تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، توقف الوزير الأول عند بعض اللحظات التاريخية الخالدة في تاريخ الجزائر للشهيد عيسات إيدير مؤسس الاتحاد العام للعمال الجزائريين، وللرئيس هواري بومدين الذي ترك ـ كما قال ـ بصمات كبيرة في تاريخنا واقتصادنا بتأميم المحروقات سنة 1971. وأشرف الوزير الأول بالمناسبة، رفقة وزير الطاقة ووفد من الوزراء ومسؤولي قطاع الطاقة والسلطات المدنية والعسكرية على تدشين وحدات الإنتاج بمصفاة سيدي رزين ببراقي بعد الانتهاء من أشغال إعادة تهيئتها في فيفري 2019.
وأكد مدير المصفاة حسني بوخالفة في عرض قدمه أن دخول هاته المنشآت حيز الخدمة سيسمح برفع قدرات مصفاة الجزائر العاصمة لتنتقل من 2.7 مليون طن إلى 3.645 مليون طن سنويا. وتمت إعادة تهيئة وحدات المصفاة في إطار العقد الذي تم التوقيع عليه من طرف شركة سوناطراك والشركة الصينية للنفط والهندسة والبناء سنة 2016 على عقد قيمته 45 مليار دينار جزائري. وكشف المتحدث أنه، ابتداء من السداسي الأول للسنة الجارية عند استلام كل الوحدات الموجودة قيد الإنجاز، سيتم رفع قدرات إنتاج الوقود، على أن يتم تحقيق اكتفاء ذاتي والتوجه نحو التصدير في غضون سنة 2024 بعد استلام مصفاة حاسي مسعود.
كما ترأس الوزير الأول حفل اقتناء مجمع سوناطراك لناقلتي غاز وناقلة نفط على مستوى ميناء الجزائر العاصمة، حيث تفقد الرصيف النفطي رقم 37 التابع للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك على مستوى ميناء الجزائر العاصمة وأشرف على تدشين الناقلات الثلاث. ويتعلق الأمر بناقلتي الغاز "حاسي توارق" و"حاسي بركين" بطاقة 13.000 متر مكعب لكل واحدة وناقلة نفط "ان ايكر" بطاقة 46.000 طن.
وأعرب السيد جراد عن ارتياحه لهذا الاقتناء، مشيرا إلى أهمية التزود بهذا النوع من وسائل النقل التي اقتنتها مؤسسة "ايبوك شيبينغ كومباني" بأموالها الخاصة، وهي فرع لسوناطراك مختصة في نقل المحروقات. مؤكدا أن الأمر هنا يتعلق بإنجاز هام وباستثمار كبير من خلال تمويل جزائري بدون اللجوء إلى قروض. وبهذه المناسبة، حرص السيد جراد على الإشادة بجميع إطارات ومهندسي وعمال سوناطراك وكذا جميع عمال قطاع الطاقة.
قد يهمك ايضا :
جراد “الجزائر الجديدة التي نطمح إليها ستكون عن قريب”
عبد العزيز جراد يأمر بالشروع فورا في إحصاء مناطق الظل في الجزائر