المنتجات النفطية

تراوحت أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في 26 شهرًا الثلاثاء، مدعومة بتهديد تركيا بوقف تدفقات الخام من إقليم كردستان العراق وإشارات إلى استعادة السوق توازنها بوتيرة أسرع. كرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تهديدًا بغلق خط الأنابيب الذي ينقل ما بين 500 ألف و600 ألف برميل من الخام يوميًا من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي في تكثيف للضغط على الإقليم في ظل استفتاء على الاستقلال. وأثار فقدان هذه الإمدادات، إلى جانب خفوضات الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل من المنتجين في “أوبك” وخارجها، مخاوف بشأن شح الإمدادات.

وانخفض “برنت” في العقود الآجلة إلى 58.49 دولارًا للبرميل بعدما بلغ أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2015 عند 59.49 دولارًا بارتفاع بأكثر من 34% فوق أدنى مستوى في 2017. ونزل الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 51.97 دولارًا للبرميل بعدما سجل أعلى مستوى في خمسة أشهر عند 52.43 دولارًا للبرميل.

إلى ذلك، قال المسؤول في شركة “ترافيغورا” لتجارة السلع الأولية بن لوكوك، إن الطلب العالمي على النفط قد يزيد بما يترواح بين مليونين وأربعة ملايين برميل يوميًا عن الإمدادات العالمية بحلول نهاية 2019، مع تراجع الإنفاق على التنقيب نتيجة لهبوط الأسعار. وتابع الرئيس المشارك لقسم أخطار الأسواق، أن التباين بين العرض والطلب ناجم عن تراجع الإنفاق على التنقيب عن احتياطات نفط وغاز جديدة، لاسيما أن الآبار الحالية، خصوصًا الجديدة من مكامن صخرية، استنفدت طبيعيًا.
وأشار إلى انخفاض الإنفاق على التنقيب في 2016 لنحو 300 بليون دولار من 700 بليون قبل عامين كسبب لانخفاض الإمدادات عن الطلب. ويتزامن تراجع الإنفاق مع زيادة الإنتاج من آبار في مكامن النفط الصخري في الولايات المتحدة، والتي تصل لذروة الإنتاح أسرع من الآبار التقليدية.

وأضاف لوكوك أن “مخزون مكامن النفط بطبيعته ينفد، وهذا يحدث في مكامن النفط الصخري بوتيرة أسرع من المتوسط. ما يعني أننا في حاجة إلى إيجاد بديل لنحو 9 ملايين برميل يوميًا خلال العامين المقبلين. فيما أكدت وكالة الطاقة في أحدث تقرير عن سوق النفط أن إمدادات النفط العالمية بلغت 97 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني من العام، بينما بلغ الطلب 97.9 مليون برميل يوميًا.

في سياق منفصل، واصلت روسيا تصدرها قائمة أكبر موردي النفط الخام إلى الصين للشهر السادس في آب (أغسطس)، إذ زادت شركات التكرير المستقلة مشترياتها في وقت أقبلت المصافي الحكومية على شراء شحنات محمولة بحرًا من ميناء كوزمينو بأقصى شرق روسيا، وبلغ حجم واردات الصين النفطية من روسيا نحو 1.04 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 4.5% على أساس سنوي وفقًا لبيانات تجارة السلع الأولية التفصيلية التي نشرتها الإدارة العامة للجمارك أمس. وفي ما يتعلق بالأشهر الثمانية الأولى من السنة، ازدادت الكميات الواردة من روسيا 13% على أساس سنوي إلى 1.16 مليون برميل يوميًا. وانخفضت إمدادات السعودية الشهر الماضي 16.2% على أساس سنوي إلى نحو 861 ألفًا و200 برميل يوميًا، لتتراجع المملكة إلى المرتبة الثالثة بعد أنغولا. وازدادت شحنات أنغولا الشهر الماضي نحو 28% على أساس سنوي إلى نحو 983 ألفًا و500 برميل يوميًا وفقًا لما تظهره البيانات.

وانخفضت الإمدادات السعودية من كانون الثاني (يناير) إلى آب 1.7% على أساس سنوي إلى 1.03مليون برميل يوميًا. وبلغت واردات الصين من الخام الأميركي، التي بدأت العام الماضي، نحو 107 آلاف و620 برميلًا يوميًا في آب، في حين وصل الإجمالي إلى 5.26 مليون طن للفترة من كانون الثاني إلى آب. وزادت الواردات من إيران الشهر الماضي 5.45% على أساس سنوي إلى 786 ألفًا و720 برميلًا يوميًا، وهو أكبر حجم شهري منذ 2006 وفقًا لبيانات “تومسون  أيكون”. كما ارتفعت الواردات الواردة من العراق 30% إلى 736 ألفًا و400 برميل يوميًا وفقًا للبيانات. وانخفض إجمالي واردات النفط الصينية إلى أدنى مستوى منذ كانون الثاني عند نحو ثمانية ملايين برميل يوميًا، إذ أُغلقت بعض المجمعات المستقلة في “شاندونغ” لإجراء إصلاحات استغرقت أكثر مما كان متوقعًا، في ظل موجة من عمليات التفتيش البيئي تجريها الحكومة.

وفي سياق منفصل، قال الرئيس التنفيذي لشركة “سوناطراك” الجزائرية للطاقة عبد المؤمن ولد قدور، إن الجزائر تأمل بتصدير سبعة بلايين متر مكعب من الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب “ميدغاز” لإسبانيا هذه السنة. واضاف خلال زيارة لمحطة “بني صاف ميدغاز” أن الجزائر عضو “أوبك” صدرت 4.5 بليون متر مكعبة من الغاز عبر خط الأنابيب في أول ثمانية أشهر. وردًا على سؤال عن استراتيجية الشركة قال ولد قدور: “استراتيجيتنا هي تعزيز إنتاج الغاز. يمكن أن نرفع طاقة ميدغاز بواقع بليوني متر مكعب”.