شجرة "الجاتروفا" ستكون رديفًا إقتصاديًا وطنيًا يسد نقص البترول

تدرس الحكومة السورية بشكل جدِّي توطين وزراعة شجرة "الجاتروفا" لاستخلاص الوقود من زيت بذورها، بما يخفف أعباء تأمين القطع الاجنبي لاستيراد المشتقات النفطية.

وأعلنت وزارة الزراعة أن "الشجرة ضرورة حيوية لسوريا"، وأن "مركز الترويج للجاتروفا ووقود الديزل الحيوي"، ومقره الهند، "أورد ذكر سورية في لائحة الدول المؤهلة، موقعاً ومناخاً لزراعتها".

واللافت أن وزارة الزراعة كانت تعد منذ العام 2013، دراسة تضمنت الجدوى الإقتصادية لزراعة النبتة في سورية. وكُشف عن الأمر مؤخراً، بعد بضعة أيام من صدور قرار حكومي برفع أسعار المشتقات البترولية بنحو 40 %.

وتعتبر الدراسة أن مشروع زراعة الشجرة "مجدٍ إقتصادياً لكون تكاليف إنتاجه قليلة مقارنة بالمحاصيل الأخرى. ويمكن زراعتها في مختلف أنواع الأتربة، حيث لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه والأسمدة ولا تتطلب سوى بعض العمليات الزراعية".

وقدَّرت الدراسة السورية أن تحقق زراعة الشجرة إيرادات تصل إلى 87 مليون دولار سنوياً، وأن الأرباح تتحقق في السنة السادسة بعد الزراعة، حيث ينتج الهكتار الواحد بين 2 و4 أطنان من الزيت الحيوي. وقد يصل إنتاج الهكتار الواحد في الظروف المثالية للزراعة إلى أكثر من 20 طناً من البذور، تعطي نحو 8 أطنان من الزيت.

ويزيد سعر زيت "الجاتروفا" على سعر الزيت البترولي بنحو 30%، فسعر البذور يراوح بين 300 و700 دولار أميركي للطن. في حين يبلغ سعر طن الزيت بين 300 و800 دولار للطن.

وتقترح الوزارة أن يتم توطين زراعة الشجرة لتكون "بديلاً أو رديفاً إقتصادياً وطنياً يسد الثغرة الناتجة من نقص البترول والطلب المتزايد على الوقود والمحروقات، ولاسيما في أوقات الأزمات. ويساهم في توفير عملة صعبة من خلال عمليات التبادل التجاري الدولي". وقد جرى، نقلاً عن مصادر في "الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية"، زراعة بعض الشجيرات في الأراضي التابعة للهيئة.

ويستبعد مختصون في الزراعة ان تتمكن سوريا من تحقيق الجدوى الإقتصادية من زراعة الشجرة التي يراوح طولها بين 3 و5 أمتار. فيما أكد مهندسون زراعيون  أن أبرز الصعوبات التي تقف أمام التوسع في زراعتها هي خروج آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية عن الدورة الإنتاجية. ما يعني تقلص المساحات التي يمكن زراعة "الجاتروفا" فيها.

وتحتاج الشجرة إلى ري كثيف في السنة الأولى، وهو ما لا يمكن تحقيقه في سوريا التي توقفت فيها مضخات الري عن العمل نتيجة عجز المزارعين عن شراء الديزل الذي ارتفع سعره إلى مستويات قياسية. وللشجرة قدرة على الإنبات خلال 10 أيام فقط، وهي تتقبل الري بمياه الصرف الصحي، مرتين في الأسبوع خلال فصل الخريف، وثلاث مرات في الصيف. بعد ذلك تروى مرة كل أسبوعين.

وتعود الشجرة بريع إقتصادية كبير حينما تزرع على مساحات واسعة، كما في ميانمار والهند والسودان ومصر، وهي الدول الرائدة في استخلاص الوقود الحيوي من الشجرة.