شراء أضحية العيد

تستعد العائلات الجزائرية على اختلاف مستوياتها لعيد الأضحى المبارك. ويبقى شراء أضحية العيد التي تعتبر من الشعائر التي يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى في أيام عيد الأضحى أبرز ما يشغل بال الجزائريين في الظرف الراهن نظرا لتزامنه مع مناسبات عديدة أبرزها الدخول المدرسي الذي أثقل كاهل إمكانيات أصحاب الدخل المحدود والبسيط خاصة في ظل الوضع الراهن الذي تعاني فيه  الجزائر ظروف اقتصادية صعبة.

وينصب اهتمام العائلات الجزائرية, هذه الأيام, على اقتناء خروف العيد بسعر يناسب مقدرته الشرائية, إلا أن بورصة أسعار الكباش في مختلف نقاط البيع الخاصة وحتى تلك استحدثتها السلطات الجزائرية وزودتها بأعداد كبيرة من المواشي, تعرف التهابا منقطع النظير, وتراوح سعر الكبش بين 45 و 70 ألف دينار جزائري وهو ما دفع بالعديد من المواطنين الجزائريين الذين صادفهم " العرب اليوم " في جولة استطلاعية قادته  إلى مختلف نقاط البيع المنتشرة بمحافظة الجزائر العاصمة كبلدية الرويبة وهرواة ورغاية إلى الدخول في رحلة بحث طويلة عن خرفان  بـ 3 ملايين سنتيم, حتى يتمكنوا أيضا من اقتناء اللوازم المدرسية بأبنائهم.

ويتناقض واقع سوق المواشي في الجزائر اليوم, مع تصريحات ممثلي وزارة الزراعة الجزائرية وأيضا مربي المواشي الذي قالوا إن الأسعار هذا العام ستكون في متناول الجميع. ويلجأ العديد من أرباب الأسر بسبب ارتفاع التكاليف الملقاة على عاتقهم خلال هذه الفترة إلى فكرة الاستدانة لشراء ملابس ومستلزمات الدخول المدرسي من جهة وأضحية العيد من جهة أخرى, وقال في هذا الموضوع  " حمزة . د " أب لأربعة أطفال, موظف في شركة خاصة, في حديث خص به " العرب اليوم " إن اللجوء إلى الاستدانة هي إحدى الخيارات المطروحة عليه في الظرف الراهن لسد تكاليف الدخول المدرسي وعيد الأضحى المبارك, لأن دخله الشهري محدود ولا يكفي لتغطية كل هذه المصاريف.

ومن جانب آخر قال " نور الدين . م " أب أيضا لأربعة أطفال, ثلاثة منهم يتأهبون للموسم الدراسي, موظف بالشركة الوطنية للعربات الصناعة بالرويبة, في تصريحات لـ " العرب اليوم " إنه يفضل شراء أضحية العيد بالتقسيط, فهناك نقاط بيع مخصصة لاقتناء مثل هذا النوع من الأضاحي, مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يتطلب إلا بعض الشيكات الممضية حسب سعر الأضحية, إضافة إلى نسخة عن بطاقة التعريف الوطنية ومبلغ يقدر بـ 5 آلاف دينار جزائري, أما باقي المبلغ فيتم دفعه بالتقسيط المريح، ويتكفل البائع بمهمة إيصال الأضحية إلى غاية منزل الزبون.

ونظرا للارتفاع الجنوني في أسعار المواشي, فضلت فئة واسعة من الجزائريين الاستغناء عن أضحية العيد نظرا لتزامنها مع الدخول المدرسي والتكفل بمستلزمات أبنائهم. ولمعرفة أسباب هذا الارتفاع في أسعار أضاحي العيد المبارك, تقرب " العرب اليوم " من أحد الباعة المنتشرين بكثرة على مستوى أحياء مدينة الرويبة التابعة لمحافظة الجزائر العاصمة, وأكد " بلال " أن الأسعار تعرف تذبذبا في عملية البيع والشراء, لعدة أسباب أبرزها الارتفاع الجنوني في درجة الحرارة والحرائق التي ضربت العديد من المحافظات الداخلية والسهبية, وأيضا الارتفاع في أسعار الأعلاف, إضافة إلى الدور الذي يلعبه " السماسرة والمضاربين " الذين يزداد نشاطهم في مثل هذه المناسبات لاستهداف الفئة التي لا تعرف خبايا السوق وغالبا ما تقع فريسة بين أيديهم.

وعن الحلول المقترحة لكسر المضاربة والارتفاع الجنوني في الأسعار, طالب الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين, الحكومة الجزائرية إلى ضرورة تنظيم نقاط بيع المواشي لتجنب تدخل الوسطاء وارتفاع الأسعار بهدف تمكين المواطنين من الحصول على أضاحي العيد بأثمان معقولة. وقال المتحدث, في تصريحات صحافية, إن الجزائر تعاني من نقص في رؤوس المواشي، حيث تملك أقل من 25 مليون نسمة من الأضاحي، في حين عدد سكانها يربو على الأربعين مليون نسمة.

وأرجع ممثل الاتحاد العام للتجار الجزائريين, أسباب ارتفاع أسعار المواشي في المدن الكبرى مقارنة بنظيرتها الداخلية إلى ارتفاع أسعار كراء مستودعات لاحتكار المواشي, مشيرا إلى أن وزارة الزراعة كانت من المفترض عليها أن تحدد أماكن ونقاط البيع لكسر المضاربة وسيناريو الزيادة خلال الأسبوع الأخير.