منطقة اليورو

 أظهرت بيانات أوروبية أمس الجمعة، تسارع نشاط الصناعات التحويلية في منطقة اليورو في أغسطس/آب الماضي، حيث سجلت أسرع نمو في طلبيات التصدير منذ فبراير/شباط عام 2011 رغم تعزز العملة الأوروبية الموحدة. لكن الجانب الأكثر مفاجئة في بيانات أمس كان الكشف عن نمو المصانع البريطانية بشكل أقوى من المتوقع كثيرا في الشهر الماضي، مع تدفق الطلبيات من الداخل والخارج، مما ينبئ بأن الاقتصاد ربما يتسارع بعد أداء بطيء في النصف الأول من 2017.

وقفز مؤشر "ماركت – سي آي بي إس" لمديري مشتريات المصانع البريطانية إلى 56.9 نقطة في أغسطس من 55.3 في يوليو/تموز. وأشار "ماركت" في تقريره إلى أن هذا التحسن يعود إلى قوة في الطلبيات الجديدة، تم ملاحظتها على نطاق واسع، وفي جميع فئات المنتجات. ورغم أن الصناعات التحويلية لا تسهم سوى بعشرة في المائة من الاقتصاد البريطاني، لكن روب دوبسون المدير في "آي إتش إس ماركت" قال إن الأداء القوي الشهر الماضي بعد قراءة جيدة في يوليو سيدعم النمو عموما في الربع الثالث من العام. وتوقع دبوسون استمرار نمو القطاع في المستقبل القريب، نظرا لاتساع نطاق التسارع الحالي الذي يشمل الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء. وانعكس انخفاض قيمة الإسترليني بشكل قوي على قطاع الصناعات التحويلية.

وتؤكد البيانات الصادرة أمس أن الشركات المصنعة في المملكة المتحدة تتطلع إلى ما وراء مفاوضات الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، لتعزيز فرص السوق في أوروبا وخارجها، ومن المتوقع أن ينمو الناتج الصناعي بنحو أفضل في النصف الثاني من العام الجاري مقارنة بما كان عليه في الأشهر الست المنصرمة. وعلى المدى الطويل، تظل استمرارية قوة الطلب في بقية العالم واتخاذ القرارات الاستثمارية الصحيحة داخليا «مفاتيح» الحفاظ على تحسن القطاع.

وعلى صعيد منطقة اليورو، فإن قوة العملة الأوروبية الموحدة لم تحل دون زيادة طلبيات التصدير بوتيرة لم تحدث منذ أكثر من 6 أعوام، ما أدى إلى تسارع كبير بالنشاط الصناعي. وقد تعزز البيانات الثقة في أن يقدم البنك المركزي الأوروبي على البدء في سحب برنامجه الضخم لشراء السندات في وقت لاحق هذا العام. وارتفع مؤشر "آي إتش إس ماركت" لمديري مشتريات القطاع الصناعي بمنطقة اليورو إلى 57.4 نقطة في أغسطس، دون تغيير عن القراءة الأولية، وارتفاعا من 56.6 في يوليو. وتضاهي أحدث قراءة مستوى يونيو/حزيران، والذي كان الأعلى منذ أبريل/نيسان 2011، وتتجاوز بكثير مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش. وشهد القطاع الصناعي نموا قويا بكل الاقتصادات الرئيسية في منطقة اليورو، وزاد نشاط المصانع الألمانية بأفضل إيقاع له منذ أوائل 2011.

وعلى صعيد أداء كل بلد، حققت النمسا أعلى معدل في 78 شهرا كاملا بنحو 61.1 نقطة، وهولندا بنحو 59.7 نقطة، وإيطاليا بنحو 56.3، أما آيرلندا فحققت أعلى مستوى في 25 شهرا بمقدار 56.1 نقطة، وفرنسا الأعلى في 76 شهرا بنحو 55.8 نقطة.. على العكس حققت إسبانيا أدنى مستوى في 11 شهرا بنحو 52.4. واليونان أعلى معدل في 108 شهور عند مستوى 52.2 نقطة.