الجزائر - الجزائر اليوم
دعا عارضون في الطبعة السابعة للصالون الوطني للصناعة التقليدية، الذي احتضنه مركز الاتفاقيات ”محمد بن أحمد” بوهران، مؤخرا، إلى ضرورة إطلاق منصات إلكترونية على مستوى الغرف المحلية للصناعة التقليدية، من أجل مساعدة الحرفيين على تسويق منتجات الصناعة التقليدية التي تمتاز بالجودة والتعريف بها.
أجمع المشاركون في هذه التظاهرة التي يحضرها أكثر من 70 حرفيا من مختلف ولايات الوطن، على أن هذه المنصات التي ستكون بمثابة ”تعاونية إلكترونية”، بتسوية مشكل التسويق الذي يعتبر أحد الانشغالات اليومية للحرفيين، مما سيساهم في جعل منتجاتهم تباع على نطاق واسع، وتصل إلى الزبائن في وقت قصير، وبأقل التكاليف، بالتالي تمكين الحرفيين من تحقيق المبيعات.
في ظل غياب منصة إلكترونية، يهتدى حرفيون إلى شبكة التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى ”متاجر إلكترونية”، للترويج لمنتجات الصناعة التقليدية، مثلما هو الحال بالنسبة للحرفية حفصة غانم من وهران، المتخصصة في صناعة السيراميك، التي ذكرت بقولها ”ألجأ إلى صفحتي في الفايسبوك لتسويق منتجاتي الخزفية، بحيث أجد صعوبة في بيعها، على الرغم من أنني الوحيدة المتخصصة في هذا النوع من الصناعات التقليدية، بعيدا عن تجار الجملة الذين لا ينظرون إلى هذا المنتوج كقيمة فنية، إنما مجرد سلعة كغيرها”.
في هذا الشأن، تقول خديجة والي، حرفية في النسيج (لوازم الرضيع)؛ ”على الحرفي أخذ زمام تسويق منتجاته بنفسه، حتى لا يقع تحت رحمة الوسيط (تاجر الجملة)، من خلال الانفتاح على وسائل تكنولوجيات الإعلام الحديثة، منها شبكات التواصل الاجتماعي، مما يسمح له بخلق شبكة من الزبائن والترويج لسلعته والتعريف بخصائصها الفنية”.
نفس الانشغال تطرحه الحرفية سميرة دوبالة، متخصصة في صناعة المربى والسكريات وحلوى الفواكه، بقولها ”كنت أبيع منتجاتي لأصحاب المساحات التجارية الكبيرة، لكنني لم أتلق مستحقاتها منذ سنة، مما جعلني أشعر بأنني تحولت إلى مفلسة”، داعية الحرفيين ”إلى الاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، والمشاركة في مختلف المعارض المهنية التي يتطلب الأمر تكثيفها، أو تخصيص فضاء دائم يلتقي فيه الحرفي مع الفنان لخلق سوق للمنتجات التقليدية والفنية، لاسيما أن وهران مقبلة على تظاهرة دولية كبيرة، تتعلق بالطبعة 19 لألعاب البحر البيض المتوسط في 2021.
في نفس الصدد، تسعى غرفة الصناعة والحرف لوهران، إلى تنظيم معارض للحرفيين بهدف تسويق منتجاتهم في مختلف الفضاءات المتوفرة في وهران، على غرار دار الصناعة والحرف التقليدية بحي الصباح، وعلى مستوى الساحات العمومية وبعض الشواطئ خلال موسم الاصطياف، حسبما أكده مدير الغرفة، نور الدين مهتار ثاني. مهما كانت طرق تسويق المنتجات التقليدية، فإنه ”لا يختلف اثنان على أن أسعار المنتجات التقليدية غالية وليست في متناول الجميع، مما يجعل المستهلك يعزف عنها ويلجأ إلى سلع أجنبية مشابهة”، على حد تعبير أحد زوار الصالون الوطني للصناعة التقليدية، مضيفا أنه ”على الحرفي أن ينظر إلى منتوجه كسلعة مستهلكة، وليس تحفة للديكور حتى يستطيع تحقيق مبيعات وتصريف بضاعته”.
قد يهمك ايضا:
شاهد: إلغاء التقاعد النسبي يحشد المزيد من النقابات العمّالية